حيّاك الله أيها السائل الكريم، قطعاً وبكل تأكيد يمكن لغير المسلمين دخول الجنة؛ كالأقوام التي آمنت برسلها؛ مثل قوم نوح، وقوم يونس، وقوم موسى وعيسى -عليهم السلام-؛ حيث آمنوا بالله وباليوم الآخر؛ وعملوا بمقتضى هذا الإيمان حتى ماتوا على ذلك، وهذا مصداق لقوله -تعالى-:
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ). "سورة البقرة: 62"
والثابت عند أهل العلم أن من وصلته رسالة الإسلام الصحيحة فجحدها وأنكرها، ثم مات على ذلك؛ فإنه لا يدخل الجنة على اعتبار أن دين الإسلام هو الدين الخاتم لرسالات السماء؛ ويؤكد هذا أدلة عديدة منها:
- قال -تعالى-: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ). "آل عمران: 19"
- قال -تعالى-: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ). "آل عمران: 85"
- قال -تعالى-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا). "المائدة: 3"
- قال -تعالى-: (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ). "المائدة: 72"
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلَّا اتِّبَاعِي). [أخرجه البيهقي، وحسنه الألباني]