أسعد الله أوقاتك أخي الكريم، وأسأل الله -تعالى- أن يفرّج همّك وييسر لك أمرك، فلا تُفكر بإظهار حزنك أمام الناس، والجأ إلى ربك الذي يعلم بحالك، فاشكو إليه همّك، واسأله الفرج العاجل من عنده، وعليك أن تعلم أن تفسير الأحلام ما هو إلا استئناس، ولا يعوّل عليه في الحياة، وأن تفسير الرؤيا يعود إلى حال الرائي، وطبيعة حياته، وغير ذلك من الأمور.
وأمّا رؤيتك لنفسك أنك تبكي من غير دموع ولا صوت، فقد يدلّ ذلك على ما يأتي:
- قد يكون هذا البكاء في المنام أفضل من البكاء الذي يرافقه صراخ، ولطم، وبكاء، فمن رأى أنه يبكي من غير لطمٍ، ولا صراخٍ، ولا شقِّ جيب، فقد يكون ذلك دلالة على قرب الفرح والسرور، وتفريج الهموم وتنفيس الكروب، وفتح الأبواب المغلقة، وزوال المنغّصات والأنكاد، خاصةً وإن كان هذا البكاء سببه الخوف والخشية من الله -تعالى-، أو كان سبب هذا البكاء لسماعك آيات من كتاب الله، أو كان هذا البكاء نتيجة ندمٍ على ذنبٍ أو معصية قد اقترفتها.
- بكاؤك في المنام من غير صوتٍ قد يدل في العموم على بشارة خيرٍ لك، كقرب الفرج والفرح والمسرات.
- قد يكون البكاء من غير صراخ، وصوت، ودموع، فيه دلالة خير لمن حُبس عنه المطر، وذاق الحاجة له، فقد يدلّ البكاء في هذه الحالة على نزول المطر، وإغاثة الناس بعد انحباسه عنهم، وهم محتاجين له.
- إن كان البكاء في المنام يرافقه لطمٌ، وشجبٌ، وصراخ، وشقُّ جيبٍ، فهذا غير محبّب في تفسير الأحلام؛ لأنّه قد يكون في ذلك دلالة على الحزن، والبكاء، وتغيّر الحال، أو دليل على البكاء والحزن فعلًا.
و إجمالاً فإن المنام قد يكون فيه بشارة خيرٍ لك، ودليلٌ لاقتراب الفرح والسرور، والله تعالى أعلم.