أسأل الله أن يكرمك بما تتمناه في حياتك، في الحقيقة يوجد الكثير من العلامات التي قد تدل على قرب تحقق الرؤيا، ولكن في البداية أود أن أؤكد لك أنّ وقت تحقق الرؤيا أمر لا يعلمه إلا الله -عز وجل- مهما تعددت اجتهادات العلماء لمعرفة علامات قرب تحققها، أما عن علامات قرب تحقق الرؤيا فقد اجتهد العلماء ودارسو علم تأويل الأحلام في المسألة، وتوضيحها فما يأتي:
- أن يتشابه وقت المنام مع الواقع
بمعنى إن رأى الرائي رؤياه وقت الفجر واستيقظ في نفس التوقيت -الفجر- فقد تتحقق الرؤيا قريباً، كذلك لو نام عصراً ورأى مناماً بتوقيت العصر؛ فقد يدل على قرب تحقيق تلك الرؤيا.
- الدّعاء بما يتمنى في منامه
بمعنى إن كان الرائي يتمنى شيئاً ودعا بما يتمناه في منامه؛ فقد يدل على قرب تحقق ما دعا به، فلو دعا الله -سبحانه- في المنام أن يفرّج همه وكان في الحقيقة مهموماً؛ فقد يدل على الفرج القريب واستبدال الهموم بالسعادة وراحة البال.
- كذلك لو رأى النائم في منامه تاريخاً معيناً أو وقتاً محدّدا؛ فإن الرؤيا من الممكن أنْ تقع في ذلك الوقت والتاريخ بالتحديد.
- أن يكون ما يراه الرائي في المنام واضحاً، ولا يوجد به أي غموض، ويستيقظ وهو يتذكر كل تفاصيل المنام دون نسيان جزء منه.
- الاستيقاظ على دلالة مبشّرة بتحقّق الرؤيا
ذكر بعض المجتهدين في علم تفسير الرؤى أنّه إنْ رأى الرائي رؤيا وأيقن أنها رؤيا، وليست من الشيطان أو من باب حديث النفس واستيقظ على سماع أمر ما، مثل أن يسمع القرآن الكريم أو يسمع موعظة؛ فإن رأى الرائي رؤيا معينة واستيقظ على صوت الآية الكريمة، قال تعالى: (وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖقُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا)؛ "الإسراء:51" فبسماعه لتلك الآية تكون إشارة ربانية له بأن تحقّق تلك الرؤيا ستكون قريبة -بإذنه تعالى-.
- أن يكون حال النائم في المنام مشابه له في الحقيقة
سواء على المستوى الشخصي أو المهني أو العاطفي أو الأخلاقي أو النفسي أو الاجتماعي، فإن كان مستوى الحالم اقتصادياً لا يملك شيئاً ورأى رؤيا تأويلها امتلاك المال الوفير وبيت وكذا قد يتحقق ذلك، ولكن تدريجياً، ليس في الوقت القريب أو مرة واحدة، ومثال آخر: أن يرى الرائي أنه يلبس ما يلبسه في الحقيقة؛ فتلك علامة من علامات قرب تحقق الرؤيا.
- أن يتشابه المكان في الحلم عنه في الحقيقة، دون حدوث أي تغيير
وتوضيح ذلك، أن يرى المنزل في المنام بأثاثه ودهانه وكل غرض فيه بمكانه، مثله في الحقيقة فقد يدل على قرب تحقق الرؤيا، أو أن يرى مكان عمله فيرى المكتب ويرى الزملاء دون تغيّر ملامحهم هذا من علامات قرب تحقيق الرؤيا، فإن تغير ولو جزءً بسيطاً منه قد تقع الرؤيا ولكن ليس في الوقت القريب.
هذا والله -تعالى- أعلى وأعلم.