وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، باركَ الله فيكَ أخي الكريم، وأسأل الله العظيم أن يجعلكَ ممن قال بهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري في كتابه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: الإمَامُ العَادِلُ، وشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ رَبِّهِ).
أمَّا بخصوص الآيات التي تُقرأ لجلب الرزق، فلا أعلم دليلًا يُخصص آيةً معينةً لجلبِ الرزقِ أو الزيادةَ منه، لكنَّه قد ورد في القرآنِ الكريم أنَّ الاستغفار سببٌ من أسباب الإمداد بالأموال، حيث قال الله -تعالى-: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا)،[نوح: 10-12] لذلك فإنِّي أنصحكَ أخي الكريم بالإكثار من الاستغفار لما فيهِ من خيرٍ كثير.
وأنصحك أخي الكريم بعدم استعجالِ الرزقِ، فليس هناك دعاءٌ يُستجاب بسرعةِ البرقِ إلَّا إذا أراد الله -عزَّ وجلَّ- ذلك، واعلم أخي الكريم أنَّه مطلوبٌ منك أن تدعو الله من غيرِ استعجالٍ للإجابة، ودليل ذلك الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي).
وعليكَ أن تعلم أخي الكريم أنَّ قلةَ المالِ هو ابتلاءٌ من الله -عزَّ وجلَّ- للإنسانِ، حيث قال الله -تعالى-: (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)،[البقرة: 155] فإن ابتُليت به، فإنِّي أنصحك أن تصبر وتأخذ بالأسباب ولا تجزع.
واعلم أيضًا أنَّ المالَ الكثيرِ قد يكون ابتلاءٌ أيضًا؛ إذ إنَّ النعمة في بعضِ الأحيان قد تكون نقمةً على صاحبها، ولا سيما إن لم يؤدِّ الشكر لله عليها، أو إن أدَّاها بما حرَّم الله؛ لذلك عليكَ أن ترضى بعطاء الله مهما كان مع الأخذ بالأسباب.