حيّاك الله السائل الكريم، إنّ خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي، وُلد قبل هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- بثلاثين عاماً، وكان معروفاً بحنكته العسكرية، وقدرته الكبيرة على التخطيط للمعارك، أسلم في السنة الثامنة للهجرة قبل فتح مكة، وتوفي عام 21 هجري في حمص.
شارك خالد في العديد من المعارك، والغزوات قبل إسلامه، فشارك في صفوف المشركين في معركة أحد، وكان سبباً في تغيير نتيجة المعركة، من انتصار للمسلمين إلى هزيمة لهم، لمّا التفَّ بمن معه خلف الجبل، كما شارك في غزوة الأحزاب، وكان قائداً لفرقة من جيش المشركين، وحاول مع مجموعة معه منع المسلمين من دخول مكة المكرمة في الحديبية.
وقد شارك بعد إسلامه في معركة مؤتة وقد أبلى فيها بلاءً حسناً حتى أنّه انقطعت في يده تسعة أسياف، وقد نجح في قيادة الجيش الإسلامي، وأثخن في الجيش الروماني الجراح، وانسحب بالجيش بطريقة عبقرية، وبعد هذه المعركة سماه رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- بـ "سيف الله المسلول".
وشارك في معركة فتح مكة، وكان قائداً لأحد الألوية الأربعة، وقد قاوم المشركون خالد بن الوليد ومن معه، فقاتلهم خالد -رضي الله عنه- حتى قتل منهم، وأصرّ على دخول مكة من البوابة التي دخلها بمن معه، وشارك أيضاً في معركة اليرموك، ومعركة أجنادين، ومعارك حروب الردة، ومنها معركة اليمامة، ودومة الجندل.
وقد ذكر أنَّ خالد بن الوليد -رضي الله عنه- شارك في مائة معركة لم يهزم في واحدة منها، بفضل إيمانه، ويقينه بالله، ومن ثمَّ بفضل حنكته العسكرية، وحُسن تخطيطه، ويقول بعض العلماء في سبب عدم هزيمة خالد بن الوليد -رضي الله عنه- في أي معركة، أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- سماه: سيف الله المسلول، فإذا قُدِّر له أن يهزم في معركة، فسيقول الناس: كُسر سيف الله، أو هُزم سيف الله.
وتجدر الإشارة إلى أن خالد بن الوليد -رضي الله عنه- مات على فراشه مع أنّه كان يتمنى الشهادة، ويسعى لها