حياك الله السائل الكريم، تُعتبر الدولة الأيوبية إحدى الدول التي قامت على مقاومة الغَزو الفِرنجي وهو الاحتلال الصليبي، وتحرير بلاد المسلمين من دَنَسهم، وترجع أصولهم إلى الأكراد، وقد استمر حكمهم في الفترة (567- 648 هـ/ 1171- 1250 م)، وسأذكر لك أبرز السلاطين الذين حكموا هذه الدولة وأهم أعمالهم فيما يأتي:
- الملك النّاصر صلاح الدين يوسف بن أيوب (569- 588هـ/ 1174- 1193م)
مُؤسّس الدولة الأيّوبية، واستطاع توحيد بلاد الشام، ومصر، وليبيا، وتونس، والسودان، والحجاز، واليمن، واستطاع هزيمة الصليبيين في سنة 583 هـ الموافق 1187 م في معركة حطين، وتحرير القدس، وفلسطين، والساحل الشاميّ من دنسهم.
- الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين الأيوبي (588- 594هـ/ 1193- 1198م)
بعد وفاة السلطان صلاح الدين توزّعت الدولة الأيوبية، فحكم الأفضل نور الدين بن صلاح الدين دمشق، وحكم العزيز عثمان بن صلاح الدين مصر، وحكم العادل سيف الدين بن أيوب الكرك والجزيرة الفُراتية.
وحكم الظاهر غيّاث الدين غازي بن صلاح الدين حلب وشمال سوريا، وكثُرت الخلافات بينهم، حتى اتفق العادل والعزيز على أن تكونَ دمشق للملك العادل، ومصر للملك العزيز.
- الملك المنصور محمد بن الملك العزيز (594- 596هـ/ 1198- 1200م)
تولّى الحكم بعد وفاة والده، ولكن بسبب صغر سنّه، فتولّى الأفضل الأتابكية له، ووقع نزاعٌ بين الأفضل والظاهر مع عمِّهما العادل، حتى استولى الملك العادل على مصر.
- الملك العادل سيف الدين بن أيّوب (596- 614هـ/ 1200- 1214م)
استطاع الملك العادل أن يُعيد توحيد معظم البلاد التي تركها أخوه الناصر صلاح الدين، وتُوفّي أثناء القيام بصد الحملة الصليبية الخامسة.
- الملك الكامل محمد بن الملك العادل (614- 635هـ/ 1218- 1238م)
تولّى الحُكم بعد وفاة والده، وتصدى للحملة الصليبية الخامسة التي نزلت دمياط في مصر، وأقام الصلح مع الصليبيين، وتنازل بموجبها عن القدس، وبيت لحم، والنصرة، مُشترطاً نزع السلاح فيها، وضمان ممارسة الشعائر التعبّدية، وتوسّع لنشر دولته في أرض سلاجقة الروم في الأناضول، واشتغل بالنزاع مع إخوته الملك المُعظَّم عيسى، والملك الأشرف.
- الملك العادل سيف الدين بن الملك الكامل (635- 637هـ/ 1238- 1240م)
لم تمضِ عليه سنتان في الحكم، حتّى ثار عليه أخوه الملك الصالح أيوب وأخرجه من مصر، وفي عهده استطاع الملك الناصر داود حاكم الكرك أن يستعيد القدس من يد الصليبيّين بعد أن نقضوا المُعاهدة.
- الملك الصالح أيّوب بن الملك الكامل (637- 646هـ/ 1240- 1249م)
استطاع أن يُوحّد دولة صلاح الدين من جديد، وانشغل بمحاربة الدولة الخوارزمية، الذين حاولوا الاستيلاء على بلاد الشام وانتصر عليهم، وفي عهده حدثت الحملة الصليبية السابعة، التي توجّهت نحو مصر، واستعد نجم الدين أيوب لقتالهم، ولكنّه تُوفيّ أثناء المعركة، ولكن المسلمين انتصروا، وسُمّيت هذه المعركة بمعركة المنصورة.
- الملك المُعظّم توران شاه بن الصالح (646- 647هـ/ 1249- 1250م)
بعد وفاة الملك الصالح أرسلت زوجته إلى ابنه توران شاه لاستلام الحكم بعده، وحين وصل خطّط توران شاه للهجوم على الصليبيين، وتمّ الهجوم عليهم، وأُسر ملكهم لُويس التاسع، واستطاعوا طردهم من مصر، وقُتل توران شاه على أيدي مماليك أبيه وهم: بيبرس البندقداري، وقلاوون الصالحي، وأقطاي الجمدار، ثم تولّى الأمراء المماليك الحكم بعد ذلك.
لقد انقلب حال الدولة الأيوبية بوفاة السلطان صلاح الدين، وتقلّص دور الجهاد ضد الصليبيين، وفُتن أبناء الدولة بالدنيا وكثرة الأموال، وانشغلوا بالصراعات فيما بينهم، وتفكّكت الدولة الأيوبية، وبانتهاء عصر الدولة الأيوبية بدأ عصرٌ جديدٌ وهو عصر المماليك.