حياك الله، مؤسس الدولة الأموية هو الصحابي معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-، أسّسها على إثر انتهاء دولة الخلافة الراشدة سنة أربعين للهجرة، واستمر في الخلافة حتى سنة أربعة وستين للهجرة.
وهو معاوية بن صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس، وأمّه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وكان -رضي الله عنه- طويلا أبيض، كريماً حليماً، وكان حِلمه مضرب المثل؛ وكان متّصفا بكل صفات القيادة، وقيل: إن رجلا من أصحاب الفراسة في العرب رآه وهو صغير فقال: إن هذا الغلام سيسود قومه، فردت عليه أمه هند بنت عتبة ثكلته إن لم يسد إلا قومه.
وكان معاوية -رضي الله عنه- أحد كتاب الوحي في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-، استأمنه النبي -صلى الله عليه وسلم- وزملاءه من الصحابة الكرام على هذه المهمة الخطيرة الشريفة، كما كان يكتب للنبي -صلى الله عليه وسلم- الرسائل التي يوجهها للقبائل المجاورة.
وشارك -رضي اللع عنه- في عدة معارك مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ومع الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- في حركة الفتوحات الإسلامية بعد وفاته -صلى الله عليه وسلم-.
وقد ولّاه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بلاد الشام في فترة خلافته، واستمر واليا عليها في خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وكذلك الأمر في خلافة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وكان من أعماله الجليلة في فترة خلافته: استئناف حركة الفتوحات، وبناء الأسطول الإسلامي الأول.