من خلال خبرتي كمعلم لغة عربية؛ فإنّ المفعول لأجله يأتي دائمًا اسمًا منصوبًا بعد الفعل؛ ليُبين سبب حدوثه، ومن علامات نصب الاسم على أنّه مفعول لأجله كالآتي:
- أن يكون الاسم مصدرًا من أفعال القلوب
- مثل: ذهبتُ للمدرسة طَلبًا للعلم.
وقع الاسم "طَلبًا" مفعولًا لأجله؛ لأنّه مصدر قلبي للفعل طَلَبَ، فإن جاء الاسم فاقدًا للمصدرية فلا يكون منصوبًا على أنّه مفعول لأجله.
- أن يكون الاسم علة للفعل
ويعني أن يكون الاسم سببًا لإقدام الفاعل على الفعل؛ ففي المثال السابق علة ذهاب المتكلم للمدرسة طلبًا للعلم.
- أن يكون الاسم مشتركًا مع الفعل والفاعل في الزمن
- مثل: دعوتُ اللهَ كثيرًا طَمعًا بما عنده.
إذ جاء المفعول لأجله مشتركًا مع الفعل "دعا" والفاعل المتكلم في الزمان نفسه.
- أن يكون الاسم مخالفًا للفظ الفعل
ففي المثال السابق جاء المفعول لأجله مُخالفًا للفظ الفعل "دعا"، فإن جاء الاسم مُشابهًا للفظ الفعل يُعرب مفعولًا مطلقًا.
في حال استوفى الاسم الشروط السابقة فإنه يُعد مفعولًا لأجله صريحًا ويكون حكمه النصب، أمّا في حال اختل شرط من الشروط فإنّه يأتي مجرورًا بحرف جر يُفيد التعليل، ويكون الاسم المجرور في محل نصب مفعول لأجله غير صريح، كقول الله تعالى: {يجعلونَ أصابِعَهُمْ في آذانِهِم من الصواعِق}.
في ضوء ما سبق، يأتي المفعول لأجله على ثلاث صور كالآتي:
- مجردًا من أل التعريف ومن الإضافة
يكون حكمه النصب ويجوز فيه الجر لكن النصب غالب، مثل:
- أتيت المكتبة رغبةً في العلم.
- أتيت المكتبة للرغبةِ في العلم.
- معرفًا بأل التعريف
يكون حكمه النصب والجر لكن الجر غالب، مثل:
- صليت الفجر جماعةً امتثالًا لأمر الله.
- صليت الفجر جماعةً للامتثال لأمر الله.
- مضافًا
يكون حكمه النصب والجر على حد سواء؛ مثل:
- ابتعدتُ عن رفقاء السوء مخافةَ الضلال.
- ابتعدت عن رفقا السوء لمخافة الضلال.