أهلاً بك، من خلال تتبّع الأدلة فإنّ علامات الساعة الكبرى لم يتحقّق منها شيء في عام 2023، وللإجابة على السؤال بشكلٍ مفصّل تجدر الإشارة إلى أنّ علامات الساعة تنقسم إلى قسمين: علامات الساعة الصغرى والكبرى، ويندرج تحت علامات الساعة الصُّغرى بعض العلامات التي قد وقعت، ومنها ما وقع ولا زالَ مستمراً، ومنها ما لم يقع بعد، وقد وردت في أحاديث صحيحة، وهي كما يأتي:
- عودة جزيرة العرب جنّاتٍٍ وأنهاراً.
- انتفاخ الأهلّة.
- انحسار نهر الفرات عن جبل من ذهب.
- كلام السّباع والجمادات مع الإنس.
- خروج القحطاني.
- نفي المدينة لشرارها.
- ريح طيبة تقبض أرواح المؤمنين.
- استحلال البيت الحرام وهدم الكعبة.
ويأتي بعد ظهور هذه العلامات: ظهور المهديّ الذي أخبر عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قوله: (لو لم يَبقَ من الدنيا إلا يومٌ، لطوَّل اللهُ ذلك اليومَ، حتى يخرج فيه رجلٌ منِّي ، أو من أهلِ بيتي، يواطئُ اسمُه اسمي، واسمُ أبيه اسمَ أبي، يملأُ الأرضَ قسطًا وعدلًا، كما مُلِئَتْ جَورًا وظُلمًا). "أخرجه أبو داود، قال الألباني: حسن صحيح"
فوجب التنويه إلى أنّ علامات الساعة الكُبرى لن تبدأ بالوقوع والظهور إلا بعد وقوع العلامات الصُّغرى بأكملِها، وظهور المهديّ، وبالتالي يتبيّن لنا أنّه لم يقع أيّ من علامات الساعة الكبرى بعد.
وسأعرض لك علامات الساعة الكبرى كما وردت في الأدلة المأثورة الصحيحة، فقد جاء في الحديث الثابت في صحيح مسلم عن حذيفة بن أسيد الغفاري -رضي الله عنه- أنه قال:
(اطَّلَعَ النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ، فَقالَ: ما تَذَاكَرُونَ؟ قالوا: نَذْكُرُ السَّاعَةَ، قالَ: إنَّهَا لَنْ تَقُومَ حتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ، فَذَكَرَ، الدُّخَانَ، وَالدَّجَّالَ، وَالدَّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِهَا، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-، وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بجَزِيرَةِ العَرَبِ، وَآخِرُ ذلكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ اليَمَنِ، تَطْرُدُ النَّاسَ إلى مَحْشَرِهِمْ).
وللعلماء أقوالٌ متعدّدة في شأن العلامات الكبرى وترتيبها، بإمكانك البحث والاستزادة في هذا الباب بالاستعانة بكتاب "أشراط الساعة ليوسف الوابل". ويظهر من ذلك أنّ العلامات المذكورة أعلاه لم يقع أيّ شيء منها في سنة 2023.