وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بعد مراجعة عدداً من الكتب التي تتحدث عن تراجم ومناقب، وسير الصحابة الكرام رضوان الله، لم نجد في تلك الكتب ممن ترجم للصحابي الجليل المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-؛ نصاً صريحاً بكونه كتب الوحي بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم-.
مع ذكر بعض التراجم أنه كان من الكتبة بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لكن يذكرون أنّه كتب بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم- كتاباَ يتعلّق في إعطاء النبي للصحابي الجليل حُصين بن نضلة الأسدي إقطاعاً -أي أرضاً- له.
وذكر ابن كثير في كتابه البداية والنهاية تحت عنوان: "فصل أما كتاب الوحي وغيره بين يديه -صلوات الله وسلامه عليه ورضي الله عنهم أجمعين-" ثلاثاً وعشرين صحابياً كتبوا الوحي بين يدي النبي -صلى الله عليهم-، وآخر اسم منهم المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-، وذكر كتابة المغيرة لحُصين نقلاً عن ابن عساكر في تاريخ دمشق.
ولم يذكره مؤلف كتاب "كُتاب النبي -صلى الله عليهم وسلم-" مصطفى الأعظمي؛ إلّا أنّه أطلق عليه "كاتباً للوثائق" فقال الأعظمي: "وبمراجعة كتاب "الوثائق السياسية" نجد عدداً من الرسائل تحمل اسمه -أي المغيرة- كالكاتب للوثائق".
ولعلّ من عدَّ المغيرة بن شعبة من كتّاب الوحي عدَّه بناء على ذكر ابن كثير -رحمه الله تعالى- له تحت العنوان المذكور سابقاً، وكون الصحابي من كتاب الوحي؛ فهذا تكريم عظيم ومنقبة كبيرة له، وهذه ليست المنقبة الوحيدة التي يتفاضل بها الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم-.
إنّ غالبية الصحابة الكرام لم يكونوا من كتبة الوحي، ولكن لهم فضائل في مجالات أخرى عظيمة جداً؛ كالجهاد، والفتوحات الإسلامية، ونشر الدين في الأرض.