وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ثبت في كتاب الله أنَّ سيدنا موسى -عليه السلام- تزوج إحدى بنات النبي شُعيب -عليه السلام-، وقد ذُكر ونُقل أنّ اسمها كان صافورية، وهناك من قال أنّه صفورة أو صفورا، ولكن لم يثبُت ذلك ولم يُذكر في كتاب الله اسمٌ لها، إذ قال -تعالى-: (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ). "سورة القصص: 27"
فلمّا خرج نبي الله موسى -عليه السلام- من مِصر حِفاظاً على سلامته ونفسه من بطش فرعون، وصل إلى مَدْيَن عند بئر ماءٍ أو نبعة ماء، وكان حولها رُعاة الأغنام يسقون ماشيتهم، فرأى امرأتين تنتظران أنْ ينتهي الرُعاة من السُقيا، حتى يتسنى لهنَّ سقاية أغنامهنَّ.
فاتجه موسى نحوهم يسألهم لِما تنتظران ولا تسقيان الأغنام؟ فأخبرتاه أنَّهما لا تَودّان الاختلاط مع الرُعاة الآخرين ومُزاحمتهم، رغم اضطرارهم لسقي أغنامهم بنفسهم فوالدهم رجلٌ كبير، فبادر نبي الله موسى-عليه السلام- وذهب وساعدهم في سقاية أغنامهم.
فأخبرت الفتاتين والدهما بما حصل، فطلب من إحداهنَّ أن تذهب وتحضره ليشكره ويُضيَفه، فذهبت إلى نبي الله موسى -عليه السلام- وقد كان يستريح تحت شجرة، فطلبت منه مُلاقاة والدها، فذهب موسى -عليه السلام- معها والتقى بوالدها شعيب -عليه السلام-.
وقد عرض عليه شُعيب أن يُزوجه إحدى بناته بشرط أن يخدمه سيدنا موسى -عليه السلام- ثماني سنوات ويقوم برعاية الأغنام، فوافق نبي الله موسى على ذلك بل واستمرّ في خدمته لمدة عشر سنوات، قال -تعالى-: (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّالِحِينَ). "سورة القصص: 27"