وعليكم السلام ورحمة الله، نسأل الله أن يبارك الله بكم، وزادكم علماً وفقهاً، إنّ للصلاةِ شروطاً وأركاناً لا تصحّ إلا بها، من بينها قراءة سورة الفاتحة، كما أنّ هناك سننٌ للصلاة أيضاً؛ والتي لو تركها المصلي تصحّ صلاته ولا يلزمه شيء لجبر ذلك كسجود السهو، ومن بين هذه السنن قراءة سورة قصيرة بعد الفاتحة في الركعتين الأولتين في الصلاة.
هناك من قال بوجوب قراءة سورة قصيرة بعد الفاتحة في صلاة الفريضة فقط وليس في صلاة النافلة، وهم بعض الحنفية، ولكننا نرى رجحان قول جمهور العلماء من كون قراءة سورة قصيرة بعد الفاتحة سنّة في الصلوات المفروضة وفي النوافل، وليست واجباً أو ركناً.
وهي سنة سواء كانت في صلاة الفريضة أم في صلاة النافلة، وتصحّ الصلاة عند تركها سواء كان ذلك سهواً أو عمداً؛ ودليل العلماء في ذلك حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- حين قال: (فِي كُلِّ صَلَاةٍ قِرَاءَةٌ، فَما أسْمعنَا النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، أسْمَعْنَاكُمْ، وما أخْفَى مِنَّا، أخْفَيْنَاهُ مِنكُمْ، ومَن قَرَأَ بأُمِّ الكِتَابِ فقَدْ أجْزَأَتْ عنْه، ومَن زَادَ فَهو أفْضَلُ). "أخرجه مسلم"
ولكن إذا أردت إصابة الأجر والثواب فاحرص على قراءة ما تيسر من كتاب الله بعد سورة الفاتحة، فقد روى الصحابة أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ سوراً وآيات كثيرة في صلاة قيام الليل، وهي نافلة أو سنة، وكان يطيل القراءة فيها؛ ابتغاء للأجر والثواب .
كما ورد أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ سوراً معينة في بعض الصلوات، والالتزام بها إصابة في اتباع النبي، فكان يقرأ في سنة صلاة المغرب مثلاً في الركعة الأولى سورة الكافرون، وفي الركعة الثانية سورة الإخلاص.