أهلاً ومرحباً بك، إنّ السورتين اللتين تحاجّان عن صاحبها يوم القيامة هما: سورة البقرة، وسورة آل عمران؛ ودليل ذلك ما ثبت في السنة النبويّة، أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (يُؤْتَى بالقُرْآنِ يَومَ القِيامَةِ وأَهْلِهِ الَّذِينَ كانُوا يَعْمَلُونَ به، تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ وآلُ عِمْرانَ، وضَرَبَ لهما رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- ثَلاثَةَ أمْثالٍ ما نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ؛ قالَ: كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ ظُلَّتانِ سَوْداوانِ، بيْنَهُما شَرْقٌ، أوْ كَأنَّهُما حِزْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن صاحِبِهِما). [أخرجه مسلم]
وقد جاء وصف السورتين الكريمتين -البقرة وآل عمران- في هذا الحديث على أنّهما:
- غمامتان سوداوان؛ أيّ سحابتين كثيفتين، تُظلّان صاحبهما المداوم على تلاوتهما، المطبق لأحكامهما، من حرّ الموقف، وبينهما فرجة يظهر منها النور.
- حزقان؛ أيّ قطعان أو جماعات.
- طير صواف؛ أيّ الطيور التي تبسط أجنحتها، متصلة بعضها ببعض. وكل ذلك تقريبٌ من النبي -صلى الله عليه وسلم- لما تقوم به هاتان السورتان، من دفع الحرّ، والعذاب عن الإنسان يوم القيامة؛ حين يضطرب اللسان، وتتلعثم الشفتان، ويعجز الإنسان عن تقديم الحجج عن نفسه.