حياك الله أخي السائل الكريم، لقد كان عمر بن الخطاب "الفاروق" قدوةً في عدله؛ فقد كان حُكمه يقوم على العدل بين جميعِ أفراد المُجتمع، حتى اقترن اسمه بِالعدل، ولقد اشتهرت أقواله وخطبه، ومن خطبه عن العدل ما يأتي:
- "إن الله -تعالى- إنما ضرب لكم الأمثال، وصرف لكم القول؛ ليحيي به القلوب؛ فإن القلوب ميتة في صورها حتى يحييها الله، من علم شيئاً فلينتفع به، وإن للعدل أماراتٌ وتباشيرُ، فأمّا الأمارات: فالحياء والسخاء والهين واللين، وأما التباشير: فالرحمة. وقد جعل الله لكل أمر بابًا، ويسّر لكل باب مفتاحًا، فباب العدل الاعتبار ومفتاحه الزهد، والاعتبار ذكر الموت بتذكر الأموات، والاستعداد له بتقديم الأعمال.
والزهد أخذ الحق من كل أحد قبله حق، وتأدية الحق إلى كل أحد له حق، ولا تُصانع في ذلك أحدًا، واكتفِ بما يكفيك من الكفاف، فإن من يكفه الكفاف لم يغنه شيء، إني بينكم وبين الله، وليس بيني وبينه أحد، وإن الله قد ألزمني دفع الدعاء عنه، فأتوا شكاتكم إلينا، فمن لم يستطع فإلى من يبلغانها آخذ له الحق غير متعتع".
- وفي خطبة جامعة له عن موسى بن عُقْبة قال: هذه خطبة عمر بن الخطاب يوم الجابية:
"أما بعد، فإني أوصيكم بتقوى الله الذي يبقى، ويفنى ما سواه، والذي بطاعته يُكرَم أولياؤه، وبمعصيته يُضَل أعداؤه، فليس لهالك هلك معذرة في فعل ضلالة حسبها هدى، ولا في ترك حق حسبه ضلالة، وإن أحق ما تعاهد الراعي من رعيته أن يعاهدهم بما لله عليهم من وظائف دينهم الذي هداهم الله له، وإنما علينا أن نأمركم بما أمركم الله به من طاعته، وننهاكم عما نهاكم الله عنه من معصيته.
وأن نقيم فيكم أمر الله -عزّ وجل- في قريب الناس وبعيدهم، ولا نبالي على من مال عن الحق، وقد علمت أن أقواماً يتمنون في دينهم؛ فيقولون: نحن نصلي مع المصلين، ونجاهد مع المجاهدين، وننتحل الهجرة، وكل ذلك يفعله أقوام لا يحملونه بحقه…"