حياك الله أخي السائل، قيل إن من أسماء الحجر الأسود: الحجر الأسعد، وقيل إنه سُمي بالركن، إلّا أنّني لم أقف على حديث صحيح يؤكد هذان الاسمان، إلّا أنّ اسم الركن حكاه الفاكهي عن ابن مجاهد، حيث قال: "نظرت إلى الركن حين نقض ابن الزبير البيت"، وكان يعني بالركن الحجر الأسود.
أمّا سبب تسمية الحجر الأسود بهذا الاسم؛ فلأنّ لونه مال إلى السواد بسبب ذنوب وآثام العباد، إذ كان لونه ناصع البياض، فقد نزل الحجر الأسود من الجنة مع آدم وحواء، وبقي لونه أبيضًا، وذُكر أنّ إبراهيم- عليه السلام- وإسماعيل- عليه السلام- عندما وضعوه مكانه في الكعبة كان لونه أبيضًا، وبعدها اسودّ لونه بسبب الذنوب.
وفي عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقبل بعثته حدث خلاف بين قبائل قريش على من سيضع الحجر الأسود مكانه، واحتدم بينهم الخلاف، لدرجة أنّ حربًا كانت ستحدث بسبب الخلاف، إلّا أنّهم توصّلوا إلى حل، وذلك بأن يُحَكِّموا أول من يدخل الكعبة، فدخل حينها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وكان معروفاً بالصادق الأمين، فوافقوا على حكمه.
وكان سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- ذا عقل حكيم، وكان معروفًا بذكائه ورجاحة عقله، فطلب منهم أن يحضروا له رداء، ووضع الحجر الأسود فوقه، وأمر كل رئيس على القبيلة أن يمسك طرفًا من الرداء، وكان له -صلى الله عليه وسلم- شرف إمساك الحجر الأسود، ووضعه مكانه في الكعبة.
والحجر الأسود له مكانة عظيمة، وذلك لأنّه إحدى ياقوت الجنّة، وممّا زاده شرفًا تقبيل النبي -صلى الله عليه وسلم- له، فأصبحت من شعائر الحج، فمن يستطيع من الحجاج أن يمسك الحجر فليفعل ذلك، ومن يستطيع تقبيله فليفعل، وكان عمر بن الخطاب يحب تقبيل الحجر الأسود اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فقط.