أهلاً بكم، إنّ قصة أصحاب الكهف هي قصة فتية آمنوا بربهم -سبحانه وتعالى- في زمن ادّعى فيه أحد الملوك الربوبية وأمر النّاس بعبادته، فرفض هؤلاء الفتية عبادته وفرّوا يحتمون في كهفٍ لعل الله -سبحانه وتعالى- ييسر لهم مخرجاً، وقد تعددت الآراء في زمن حدوث قصتهم كما يأتي:
- يرى بعض المؤرّخين والمفسّرين لسورة الكهف أنّهم كانوا على دين موسى -عليه السلام- وقبل مبعث عيسى -عليه الصلاة والسلام-.
- قيل: إنهم دخلوا في كهفهم بعد موسى -عليه السلام-، ثم استيقظوا بعد مبعث عيسى -عليه السلام-.
- قال أكثر المؤرخين والمفسّرين إنهم دخلوا إلى كهفهم زمن استضعاف النّصارى بعد مبعث سيدنا عيسى -عليه السلام-، واستيقظوا من نومهم بعد أن دخل الإمبراطور الروماني قسطنطين النصرانية فارتفع عن النصارى العذاب.
ويرى هؤلاء المؤرّخين -أصحاب القول الثالث- أنّ الفتية دخلوا كهفهم زمن الإمبراطور الروماني ذقيانوس بحدود القرن الثالث الميلادي على اختلاف في تحديد الزمن تماماً، وكان استيقاظهم قبل مبعث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
وقد سُئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عنهم من قريش للتحدّي وإثبات هل هو نبيٌ مرسل من الله -تعالى-، وكان هذا السؤال قد وُجّه من اليهود من قبل، فأجابهم النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم يُسلم القرشيون ولم يتبعه اليهود.