وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبارك الله لك الموهوب وشكرت الواهب وبلغ أشده ورزقت بره، وجزاك الله خير الجزاء على حرصك على تطبيق سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- المتعلقة بحلق رأس المولود الجديد، فإنها كما أخبر الفقهاء من شعائر الله -تعالى-.
وجوابا على سؤال الأخت الكريمة، فلا يشترط للحلاقة آلة معينة أو شخصا محددا، ولكن يجب على الحالق أن يكون متمكنا، لطيفا، يغلب على ظنه سلامة المولود وسلامة رأسه من العدوى، والجروح الضارة، والعاهات، إلى غير ذلك، فلزوجك أن يحلق للمولود بشرط أن لا يتأذى، وأن يكون الزوج قادراً متمرساً ولا يؤذيه.
وحلاقة شعر رأس المولود الجديد مستحب للذكر، وكذلك للأنثى كما نص عليه الشافعية وغيرهم من علماء المالكية -رحمهم الله تعالى- قياسا على الذَّكر، ولعموم الأدلة الأخرى.
- عن الحسن عن سمرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الغلام مرتهن بعقيقته، تذبح عنه يوم السابع، ويسمى، ويحلق رأسه)، رواه الترمذي بإسناد صحيح.
- عن علي بن حسين عن أبي رافع قال: لما ولدت فاطمة حسنًا قالت: "ألا أعقُّ عن ابني بدم؟ قال: (لا، ولكن احلقي رأسه، وتصدقي بوزن شعره من فضة على المساكين والأوفاض)، وكان الأوفاض ناسًا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- محتاجين في المسجد أو في الصفَّة، ففعلت ذلك، قالت: (فلمَّا ولدت حسينًا، فعلت مثل ذلك)، رواه البيهقي وأحمد بإسناد حسن.
ويضاف إلى حلق شعر المولود من السنن:
- ذبح العقيقة، والتي تذبح شكرا لله -تعالى- على هذه النعمة المسداة، فيذبح عن الذكر شاتين وعن الأنثى واحدة.
- التسمية للمولود يوم سابعه بالأسماء الحسنة؛ كعبد الله، وعبد الرحمن، وأسماء الأنبياء كذلك، والنبي -صلى الله عليه وسلم- سمى عبد الله وإبراهيم -عليهم السلام-.
- والتصدق بزنة شعره ذهبا أو فضة، كما نص عليه الشافعية.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.