حياك الله السائل الكريم وبارك الله فيك، وأسأل الله أن ينفع فيك وبعلمك ويبارك بهمتك، فكما ذكرت قد وقع خلاف بين المؤرخين في أصل الأيوبيين بسبب تعدّد الروايات، فمنهم من يقول إن أصلهم يعود إلى أكراد أرمينيا أو أذربيجان المستعربين، ومنهم من قال إنّهم يُنسبون إلى قريش، بينما يُنكر الأيّوبيّون ذلك ويذكرون أنَّهم يعودون إلى أصولٍ عربية.
ويُعد الأيوبيون من أقوى أُسر الشرق في القرون الوسطى، فهم سلالة حاكمة تولّت الحكم في كل من مصر، والشام، وكذلك الحجاز، واليمن. وسُمّيت بهذا الاسم نسبة إلى أيوب بن شادي والد صلاح الدين، حيث كان صلاح الدين هو المُنشئ الحقيقي لهذه الدولة.
وقد كان أول مقرٍ لهذه الدولة في القاهرة على يد مؤسّسها أيوب، وبعد ذلك تفرّعت إلى عدّة فروعٍ منها في دمشق وحلب، ومنها في بلاد الجزيرة، وحكم آخرون في حماة. ويُعد من فروع هذه الأسرة أبناء شيركوه أخي أيوب رأس الأسرة.
وقد كان شادي والد صلاح الدين كُردياً من مدينة دُوين وهي بلدة في أرمينيا، ولا توجد أيّ رواية تُذكر عن أسلافه ومقرّهم، وقد قال الأيوبيّون المتأخّرون إنهم ينتمون إلى أرومة عربية مجيدة. وقد بدأت قوة الدولة وظهرت ملامح ازدهارها حين عمل نجم الدين مع أخيه أسد الدين شيركوه في خدمة آل زنكي.
ولأدائهم الحسن في القيادة العسكريّة تمت ترقيتهم إلى مناصب عليا بسرعة كبيرة، فتولى نجم الدين أيوب بعلبك ومن بعدها دمشق، وبقي في منصبه حتى وفاة نور الدين زنكي، كما استطاع أسد الدين انتزاع الوزارة في مصر، ومن ثُمَّ توفّي بعد ثلاثة شهور من حُكْم البلاد، وخلفه ابن أخيه صلاح الدين الذي استطاع فرض سيطرته على البلاد في وقت قصير جداً.