حياك الله السائل الكريم، الصلاة لا تجوز والإنسان جنب، فلا بُدَّ من رفع الحدث الأكبر للصلاة فإن كان يستطيع تسخين الماء البارد فعليه غسل الجنابة حتى تصح صلاته، وإن لم يستطع تسخين الماء فعليه التيمم للصلاة فقط دون الاغتسال، لعدم توفر الماء للغسل بسبب برودته ولا يلزمه إعادة الصلاة إن اغتسل.
ودليل ذلك ما فعله الصحابي عمرو بن العاص -رضي الله عنه- لما بعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى معركة ذات السلاسل، وكان قد احتلم في ليلة باردة وخشي على نفسه من الاغتسال بالماء شديد البرودة، فتيمم وأمَّ بالمسلمين الفجر، فلما لقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخبره بما فعل.
فقال له رسول الله: (يا عَمرُو، صلَّيْتَ بأصْحابِكَ وأنتَ جُنُبٌ؟ قال: قُلْتُ: نَعم يا رسولَ اللهِ، إنِّي احتَلَمْتُ في ليلةٍ باردةٍ شديدةِ البَردِ، فأشفَقْتُ إنِ اغتَسَلْتُ أنْ أهلِكَ، وذكَرْتُ قولَ اللهِ -عزَّ وجلَّ-: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} "سورة النساء: 29"، فتيَمَّمْتُ، ثُم صلَّيْتُ، فضحِكَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولم يقُلْ شيئًا). "أخرجه أبو داوود وذكر شعيب بتخريج المسند بسند صحيح"