أهلاً ومرحباً بك، الصحابي جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- من بني هاشم ويُلقب بالطيار، وهو أخ الصحابي علي بن أبي طالب، وأكبر منه بعشر سنين، وهو من السابقين إلى الإسلام، فقد هاجر للحبشة في الهجرة الثانية، وشهد غزوة مؤتة واستشهد بها.
وسبب تسميته بالطيار يعود إلى أن النبي - صلى الله عليه وسلم- جعل زيد بن حارثة قائداً في غزوة مؤتة، فإن استشهد يتسلم القيادة جعفر بن ابي طالب، فإن استشهد فعبد الله بن رواحة، وعندما استشهد زيد بن حارثة تسلم جعفر القيادة، وقاتل قتالاً شديداً حتى قُطعت يده اليمنى، فحمل الراية باليد اليسرى فقطعت يده اليسرى، فاحتضن الراية بعضديه حتى استشهد، وأثابه الله بذراعيه جناحين يطير بهما في الجنة، فلقبه النبي الأمين بجعفر الطيار.
ومن المواقف التي توضح منزلة جعفر بن أبي طالب وشخصيته ما يأتي:
- هجرته إلى الحبشة
هاجرإلى الحبشة جماعةٌ من المسلمين، منهم جعفر بن أبي طالب، فبعثت قريش عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بهديةٍ إلى النجاشي، فسجدا له، وأخبراه أن هناك مجموعةٌ من الرجال خرجوا عن ملتهم وقدموا إليه، وطلبوا إليه أن يرفض استقبالهم.
بعد أن سمع النّجاشي ذلك أرسل في طلبهم، فقدم إليه جعفر بن أبي طالب ورفض أن يسجد له، فسأله لم لا تسجد للملك؛ فرد عليه: إنا لا نسجد إلا لله -تعالى- واستطاع جعفر بقدراتٍ خطابيةٍ فذه إقناع النجاشي باستقبالهم في أرضه.
- قتاله في غزوة مؤتة
شارك الصحابي جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- في الكثير من الغزوات لنصرة الدين الإسلامي، وكان القائد الثاني في غزوة مؤتة، فقاتل بشجاعة كبيرةٍ، وكان جسده مليئاً بالجروح حين استشهاده، حيث قام عبد الله بن عمر بضمه إلى صدره فوجد في مقدمة جسده ما يُقارب الأربعين جُرحاً.