حياكَ الله السائل الكريم، وأسأل الله -تعالى- أن يزيدك من علمه وفضله، ورحم الله ميتكم وغفر له، بدايةً أودّ أن أنوّه إلى أنّ حكم تغسيل الميت واجبٌ كفائيّ، وذلك متفقٌ عليه بين العلماء، ممّا يعني أنّ الجثّة بمجرّد العثور عليها لا بُدّ من تغسيلها بالطريقة التي وردت في السنّة النّبويّة الشريفة.
وإذا لم يتمّ إدراك كافّة الجسد فيمكن اللجوء إلى تيمُّم الجثّة، أو صبّ الماء عليها بالقدر الممكن، فإنّ تعذّر بعضه بسبب التحلّل؛ فلا بُدّ من إدراك أيّ جزء مهما كان بسيطًا، كما يُمكن صبّ الماء على ما بقي من الجسد ومن ثمّ تيمم الأعضاء غير المتحللة.
وأمّا بالنّسبة إذا كان تحلّل الجثّة وتعفّنها لعدم العثور عليها من علامات سوء الخاتمة، فذلك ليس دليلاً على سوء الخاتمة، ولم يذكر أحد من العلماء ذلك، فمن المعلوم أنّ سوء الخاتمة علاماتها ما يظهر على الميّت عند تغسيله، كرائحة كريحة في الفرج، أو اسوداد في وجهه، أو وضع يده اليمنى على فرجه أثناء تغسيله -والعياذ بالله-، ممّا يعني أنّ تعفّن الجثة سببها عدم إكرام الميت بالغسل وتعجيله كما أمر الرسول -عليه الصلاة والسّلام-.
ومن الجدير بالذّكر أنّ الميت يمكن معرفة حسن خاتمته من خلال الأمور التي كان يفعلها في حياته الدّنيا؛ كأعماله الصالحة، والرائحة الجميلة عند غسل ما تبقى من الأعضاء، وموته في حالة الحرب حيث يُعد شهيدًا.
ومع ذلك لا يُمكن للإنسان أن يجزم مصير الميت يوم القيامة إذا ظهرت عليه علامات سوء الخاتمة أم حسنها، بأنّ مصيره كما ظهر على وجهه، حيث يُمكن أن يُستبشر بذلك إذا كانت العلامات حسنة، ويُمكن أن يدعو الله بنجاة هذا الميّت إذا كانت العلامات سيئة، والله -تعالى- أعلم وأحكم.