حياك الله السائل الكريم، لم يخبرنا القرآن الكريم، ولا السنة النبوية عن المدة التي يقضيها الملكين في سؤال الميت، فقد اجتهد مجموعة من العلماء على أن سؤال الملكين في القبر مرة واحدة، في الليلة الأولى للميت في قبره.
وقال آخرون إلى أنّ فتنة القبر تستمر مع المؤمن سبعة أيام، ومع الكافر أربعين يومًا، إلا أنّ هذه كلها اجتهادات لا دليل عليها، وغالبها أقوال ضعيفة، فاعلم أخي السائل أن مدة سؤال منكر ونكير في القبر من أمور الغيبيات التي يجب الإيمان بها وعدم الإكثار من السؤال عنها.
وبالنسبة لخوفك الشديد من عذاب القبر؛ فعليك بالعمل الصالح، ودعاء الله -سبحانه وتعالى- بصلاح دينك، فقد قال -تعالى: (يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّـهُ الظّالِمينَ وَيَفعَلُ اللَّـهُ ما يَشاءُ)، "إبراهيم:27" قال النسائي: نزلت هذه الآية في عذاب القبر.
كما تجدر الإشارة إلى أنّ منكر ونكير؛ هما الملكان اللّذان يحاسبان المرء في قبره، فيسألانه عن ربه، وما هو دينه، ومن هو النبي الذي اتبعه، فعند الانتهاء من الأسئلة يُبشران المؤمن بمقعده في الجنة، ويبشران الكافر بمقعده من النار، قال -تعالى-: (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ). "غافر: 46"