حياك الله الأخت السائلة، إنّ العبد المؤمن يصبر على ابتلاءات الحياة الدنيا ومتاعبها، ويحتسب أجره وأمره عند الله -تعالى-، وهو في ذلك يلجأ إليه -سبحانه- بالدعاء، بعد أن يأخذ بالأسباب، وأما التفكير بالأحلام المزعجة والبحث عن تأويلها، أو ربطها بتلبس الجن فهو في الغالب من وسوسة الشيطان.
وليس من منهج الإسلام ربط المشكلات التي تصيب المسلم بالأمور الغيبية؛ مثل موضوع الجن، وعلى افتراض أنّ الجن له تأثير في حياة البشر بالتلبّس، فليس معنى ذلك أنّ الجنّ السبب في رؤية الأحلام المزعجة، فهذا لا يوجد عليه أي دليل من القرآن الكريم أو من السنة النبوية، فالجن لهم عالهم الخاص والذي يغيب عنا كثير من تفاصيله.
ومشكلة رؤية الأحلام المزعجة قد يكون سببها ضغوطات الحياة اليومية، أو وجود مشكلات في البيت، أو مكان العمل، أو قد تكون بسبب أن الشخص نفسه يعاني القلق والاضطراب من موضوع معين، وهذه لا بد من معالجتها وأخذها بعين الاعتبار قبل الحديث عن موضوع تلبس الجن.
عن أسامة بن شريك قال: شَهدتُ الأعرابَ يسألونَ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- أعلينا حرجٌ في كذا أعلَينا حرجاً في كذا فقالَ لَهم: (عبادَ اللَّهِ وضعَ اللَّهُ الحرجَ إلَّا منِ اقترضَ من عرضِ أخيهِ شيئًا، فذاكَ الَّذي حُرِجَ فقالوا يا رسولَ اللَّهِ هل علينا جناحٌ أن لا نتداوى قالَ تداوَوا عبادَ اللَّهِ، فإنَّ اللَّهَ -سبحانَهُ- لم يضع داءً إلَّا وضعَ معَهُ شفاءً إلَّا الْهرمَ قالوا يا رسولَ اللَّهِ ما خيرُ ما أعطِيَ العبدُ قالَ خُلُقٌ حسنٌ). "أورده الألباني، صحيح"
ولا بدّ للمسلم أن يأخذ بالأسباب المادية كما أمر الله -تعالى-، مع اليقين، والتوكل على الله -سبحانه-، وأنصحك بالالتزام بالأذكار اليومية، وقراءة القرآن الكريم، والحفاظ على الرقية الشرعية، ولعل ذلك يؤنسكِ ويخفف عنك ما تعانيه.