وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ليسَ من شَرْط الكوابيسِ أنْ تكونَ دلالةً على الحسدِ، لذلكَ لا يَنبغي عليكَ التّسرّع في اتّهام هذه المرأةِ بأنّها السّبب وإنْ كانَ ذلك مُحتملاً؛ فالأصْلُ في الرؤيا المُزعجةِ أنّها من الشّيطانِ؛ لِيَحزُنَ ابنَ آدمَ، ويُخيفه، فيُعنيه ذلك عليه؛ لأنّ الإنسانَ متى خافَ وضَعُف إيمانه، قَوِيتْ وَسوسةُ الشّيطان عليه، واتّخذها وسيلةً لإيقاعِه في المعصيةِ بطرقٍ شَتّى.
وقد جاء في الحديث الشّريف عن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (إِنَّ الرُّؤْيَا ثَلاثٌ: مِنْهَا أَهَاوِيلُ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ بِهَا ابْنَ آدَمَ، وَمِنْهَا مَا يَهُمُّ بِهِ الرَّجُلُ فِي يَقَظَتِهِ فَيَرَاهُ فِي مَنَامِهِ، وَمِنْهَا جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ)، رواه ابن ماجه في سننه، والحديث صحيح.
وقد أمرَ رسولنا الكريم -عليه الصّلاة والسّلام- بجُملةٍ من الأمور أوصيك بها إذا رأيتَ ما هو مُزعجٌ أو مُخيفٌ، فإذا فَعلتَ ذلك لم تَضُرّك تلكَ الأحلامُ بإذنِ الله -تعالى-، وهذه الأمور هي [١] :
- الاستعاذةُ بالله من شرّ الرّؤيا ومن شرّ الشّيطان الرّجيم.
- التّفل عن الشّمال ثلاثَ مرّات.
- تَحويل الجَنْب الذّي تنام عليه؛ أي إن كنتَ نائماً على جنبكَ الأيمن فتَحوّلْ إلى الجَنْبِ الأيسر، أو العكس.
- صلاة ركعَتيْن.
- الامتناع عن إخبارِ أحدٍ بهذه الأحلام.
وحتّى وإن كان سببُ هذه الأحْلام هو حسدُ تلك المرأةِ لك، فعِلاجُ ذلك إنّما يكون بالمُحافظة على الأذكار، وتَحصين نفسك بالرّقية الشّرعية [٢] ، فعليكَ بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، والمحافظة على أذكار النوم، خاصّة آية الكرسي، وخواتيم البقرة، وسور الإخلاص، والمعوذتان، مع الحِرص على النّوم على وضوء.
وإن استمرّتْ معكَ هذه الأحلام، فاْرقِ نفسَكَ بقراءة سورة البقرة، وسورة الفاتحة أيضاً بتكرار قراءتها على نفسكَ سبع مرّات، ولا تَشغلْ نفسَك بالمَرأة التّي تَظنّها حاسدةً لك، ولا تسارع في نشر أيّ كلامٍ عنها كي لا تَظلِمَها.
والله تعالى أعلم.