حياك الله السائل الكريم، وجعل القرآن الكريم ربيعاً لقلبك وجلاءً لهمّك، واعلم بدايةً أن قراءة القرآن الكريم بجميع سُوَره فيها الرّاحة والشفاء لما في الصدور -بإذن الله-، فقد قال الله -سبحانه-: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)، [الإسراء:82] وقال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ). [يونس:57]
وحتّى يكون استشعارك لذلك أبلغ فاحرص على قراءة القرآن بخشوعٍ وتدبُّرٍ ونيّة خالصة لله -تعالى-، فالقرآن من أعظم الذكر الذي يُطمئن القلوب، وصدق الله -تعالى- إذ يقول: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، [الرعد:28] وأذكر لك بعض السّور الكريمة التي ثبت فيها فضلٌ صحيحٌ فيما يأتي للفائدة:
- سورة الفاتحة
حيث ثبت أنّها أعظم سورةٍ في القرآن الكريم، وثبت أنّ الصحابة -رضوان الله عليه- كانوا يرقون المريض بها.
- سورة البقرة
حيث ثبت أنّ قراءة سورة البقرة والمحافظة عليها تحفظ المسلم من السّوء والشيطان، فقد قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ)، [أخرجه مسلم] كما أنّ آية الكرسي أعظم آيةٍ في القرآن الكريم، وقراءة خواتيم سورة البقرة لها فضلٌ عظيم، فهي تكفي المسلم في ليلته من كلّ سوء -بإذن الله-.
- سورة الإخلاص والمعوّذتين
حيث إن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن، وفيها معاني التوحيد واللّجوء إلى الله -تعالى- وحده، وثبت أن النبيّ كان يعوّذ نفسه ويحصّنها بقراءة سورة الإخلاص والمعوّذتين ثلاث مرات.
وختاماً أنصحك بالمحافظة على وردٍ يوميّ من القرآن الكريم، وأن توقن أنّ كلام الله كلّه فيه الراحة والطمأنينة للقلوب، فأنا مثلاً أحبّ قراءة سورة الشرح وتأمّل معانيها، وترتاح نفسي لذلك.
وأحب قراءة سورة الضحى كذلك، وأشعر عند قراءتها براحة كبيرة، بالإضافة إلى سورة طه والفتح وغيرها من السّور الكريمة، ذلك أنّ كل كلام الله فيه الخير والنفع، والمهمّ هو التدبّر والتأمّل في المعاني، واستحضار القلب والفكر أثناء القراءة.