وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياك الله السائل الكريم، يُقال أن قبر نبي الله يوسف -عليه السلام- كان في مصر قبل أن يقوم موسى -عليه السلام- بنقله إلى مدينة فلسطين بوحيٍ من الله -تعالى-.
وهناك بعض من ينسب قبر نبي الله موسى -عليه السلام- إلى سيناء عند الكثيب الأحمر، إلّا إن الصحيح من الأقوال أن الكثيب الأحمر هو في فلسطين؛ فقد ثبت أنّ موسى -عليه السلام- عندما جاءه ملك الموت: (سَأَلَ اللَّهَ أنْ يُدْنِيَهُ مِنَ الأرْضِ المُقَدَّسَةِ)، "أخرجه البخاري".
وكذلك في رحلة طريق الإسراء التي مرّ بها نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَرَرْتُ علَى مُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بي عِنْدَ الكَثِيبِ الأحْمَرِ، وَهو قَائِمٌ يُصَلِّي في قَبْرِهِ)، "أخرجه مسلم".
ولا يُنسب دفن أي نبيٍّ إلى مصر سوى ما ذكرت، مع العلم أن أكثر البلدان شهرةً في نسبة قبور الأنبياء -عليهم السلام- إليها هي فلسطين؛ فيُنسب إليها قبر نوح، وإبراهيم، وإسحاق، ويعقوب في الخليل، ويوسف في نابلس، وموسى، وزكريا، وداود، وشعيب -عليهم السلام-.
وقد اشتُهر عن أهل العلم أن من الخصوصيات التي تُنسب لنبينا -صلى الله عليه وسلم-؛ أن روضه الشريف هو القبر الوحيد من بين أنبياء الله الذي يُعلم مكانه على سبيل القطع واليقين، وأما بقيّة الأنبياء فلا يُعلم مكان قبورهم، لا بالقطع ولا بالظنّ الغالب، وإنّما هي مجرد أخبارٍ وتوقعاتٍ متناقلةٍ عبر آلاف السنين.
ويجدر بالذكر أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (نَهَيْتُكُمْ عن زِيارَةِ القُبُورِ، فَزُورُوها)، "أخرجه مسلم" لهذا فلا مانع من زيارة القبور وأخذ الموعظة عندها، بشرط اجتناب المحظورات الشرعية، ما دام أنك لم تنوِ بسفرك شد الرحال إلى مسجدٍ من المساجد الثلاث التي تُشد الرحل لها.