وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعطي الراية في كل يوم لأحد الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم-، وفي ليلة اليوم الذي فتح الله -عز وجل- على المسلمين خيبر قال -صلى الله عليه وسلم-: (لَأُعْطِيَنَّ هذِه الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ علَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَه، ويُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ). "أخرجه البخاري"
فتمنى كل الصحابة الإمارة يومها بالرغم من عزوفهم عنها عادة، وفي اليوم التالي نادى على عليّ -رضي الله عنه- وكان به رمد، فمسح -صلى الله عليه وسلم- على عين عليّ فعافاها الله، ثم أعطاه الراية ففتح الله عليه، فكان علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أحد أهمّ أبطال هذه الغزوة، وإضافة إلى حمله الراية وفتحه للحصن قَتَل أقوى محارب في خيبر، وكان يدعى مرحب.
وغزوة خيبر هي الغزوة التي كُسِر فيها آخر شوكة لليهود في الجزيرة العربية، حيث حدثت في السنة السابعة للهجرة، وكان قوام جيش المسلمين 1400 مجاهد، وهم الذين اشتركوا في صلح الحديبية وبايعوا بيعة الرضوان.
وكان في مقابلهم اليهود الذين تجمعوا في خيبر بعد أن تمّ إجلاؤهم من المدينة المنورة، إضافة إلى سكانها الأصليين، حيث كان عدد مقاتليهم 11 ألف مقاتل، وقد كانت خيبر عدة حصون حصينة ولها مزارع، ولكن الله -سبحانه وتعالى- نصر جنده بعد عدة مبارزات ومناوشات استمرت لعدة أيام.
وكان من نتائج هذه الغزوة انتصار المؤمنين بالرغم من استشهاد 16 من بينهم، وقُتِل 93 من مُقاتلي اليهود، وتمّ تسليم منطقة خيبر للمسلمين، وكانت مزارع خصبة، وقد ترك النبي -صلى الله عليه وسلم- أهلها فيها يعملون على حِصّة، وكان من نتائجها أن يهود تيماء صالحوا النبي -صلى الله عليه وسلم- خوفا من أن يحل بهم ما حل بيهود خيبر.