حيّاكَ الله -تعالى- وباركَ فيك، أما عن تأسيس الدولة الأيوبية فكان في عام ألف ومئة وأربعة وسبعين للميلاد، وزوالها كان في عام ألف ومئتين وخمسين ميلادية على أيدي المماليك، فقد انتهت الدولة الأيوبية فعليًا في هذا العام، مع بقائها اسميَّاً تحت سلطة المماليك حتى عام ألف ومئتين واثنين وخمسين.
وقد تأسّست الدّولة الأيوبية في مِصر على يد القائد صلاح الدين الأيوبي، ويرجع نسب الأيوبيون لجد الأيوبيين، وهو الملك نجم الدين أيوب بن شادي بن مروان، وقال العلماء بأنّهم عرب أُمَويّون، وقال آخرون إنّهم عرب ينتسبون إلى علي بن أحمد المري.
وكانت عاصمة الدولة الأيوبية القاهرة، واللغة الرسمية فيها هي اللغة العربية، ونشر فيها صلاح الدين الأيوبي المذهب السنّي، وكانت الدولة الأيوبية مُمتدّة بين الشام، والحجاز، واليمن، والنبوة، وبعض أجزاء بلاد المغرب، واستمر العهد الأيوبي في مصر لمدة ثمانين عام تقريباً.
وقد أسّسها صلاح الدين الأيوبي بعد أن عُيِّن وزيرًا للخليفة الفاطمي ونائبًا عن السلطان نور الدين في مِصر، فأصبح بذكائه يُحاول أن يجعل السلطات كلّها تحت تصرّفه، حتّى أمسك بيده زمام الأمور، وأصبح هو المُتصرف، وعندها قام بإعادة مصر لتَبعيّة الدولة العباسية، وإنهاء حياة الدولة الفاطمية بدون قتال وسفك دماء.
كانت الأوضاع ما قبل الدولة الأيوبيّة في مِصر تسودها ظروف صعبة من الاضطرابات الأهلية والمَجاعات؛ وذلك بسبب الحُكم الفاطمي القمعيّ، فأراد تخليص الناس من الحال الذي كانوا عليه بأيام الدولة الفاطمية، بالإضافة لإصراره على قتال الصليبيّين، وإعلاء كلمة الدين.
وفعلاً بعدما أسّس صلاح الدين الدولة الأيوبية قام بشنَّ عدّة حملات ومعارك ضد الصليبيين الأوروبيين؛ لإرجاع الأراضي المقدسة التي استولى عليها الصليبيون، وتمكّن من استعادتها فعلاً مع معظم أراضي فلسطين ولبنان، وانتصر عليهم انتصاراً ساحقاً في معركة حطين.