أهلاً حيّاك المولى، يقول -تعالى- في سورة مريم: (فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا)؛ [آية: 24] ويُقصد بالسَرِيّ في اللغة: جدول الماء أو النهر الصغير، وقيل هو من السراء وكشف الغمّ، أمّا بالنسبة لمقصود هذه الكلمة في الآية الكريمة؛ فقد تعددت أقوال المفسرين على النحو الآتي:
- النهر الجاري؛ وهو قول جمع من الصحابة، كما رجحه عدد من المفسرين كالنخعي، ومجاهد، وابن كثير، وغيرهم؛ مستدلين بما صحّ عن أبي إسحاق أنّ البراء بن عازب -رضي الله عنه- قد فسّرها بقوله: (هو الجدولُ، النَّهرُ الصَّغيرُ). [أخرجه الحاكم، صحيح]
- نبي الله عيسى -عليه السلام-؛ وهو قول قتادة ومن وافقه من الصحابة.
وإضافة إلى ما سبق؛ فإنّ بعض المفسرين قالوا بأنّ هذا الجدول كان قد جفّ وانقطع؛ فلمّا جاءته مريم -عليها السلام- لتلد ابنها النبي عيسى -عليه السلام-، أجراه الله سبحانه- ليخفف عنها مشقة المخاض؛ فترتوي منه وتشرب.