بارك الله فيك السائل الكريم، وأعانكَ الله على الالتزام بالسّنن، فيُسنّ عند دخول منزلٍ غيرَ منزلكَ أنْ تُسلّم على أصحابه عند دخولك إلى هذا المنزل؛ وذلك لقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ). "سورة النور:27".
أمّا إن دخلتَ منزلك، فيُستحبّ لك ما يأتي:
- السلام على أهل بيتك أولاً، قال الله -تعالى-: (فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً)، "سورة النور: 61"، فقد فسّر بعض العلماء الآية بأنّها تخصّ من يدخل بيته، فيُسلّم على نفسه وعلى من وُجد من أهل بيته.
- قراءة الدعاء المأثور الوارد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- عند دخول المنزل، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا وَلَجَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَوْلَجِ، وَخَيْرَ الْمَخْرَجِ، بِسْمِ اللَّهِ وَلَجْنَا، وَبِسْمِ اللَّهِ خَرَجْنَا، وَعَلَى اللَّهِ رَبِّنَا تَوَكَّلْنَا، ثُمَّ لِيُسَلِّمْ عَلَى أَهْلِهِ)، أورده الألباني وقال: صحيح.
كما يُسنّ لكَ ذكر الله -تعالى- عند دخولك بيتكَ بأيّ ذكرٍ تشاء؛ لتطردَ الشّيطان من بيتك، وهذا ثابت في حديث النّبي حين قال -صلّى الله عليه وسلم-: (إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ، فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ)، أخرجه مسلم عن جابر بن عبدالله، إذ يتضح من الحديث السابق أنّ من يدخل منزله دون أن يذكر الله يبيت الشيطان في بيته، ويُشاركه ليلته وأكله وشربه.