وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياك الله، وأسأل الله الكريم أن يرفع عنك الظلم، وأن يربط على قلبك بالصبر والرضا، ورد هذا الدعاء في السنة النبوية لكنه حديثٌ ضعيفٌ، ولا بأس من العمل به في فضائل الأعمال.
ورد عن عبد الله بن جعفر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:(اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، إِلَى مَنْ تَكِلُنِي، إِلَى عَدُوٍّ يَتَجَهَّمُنِي أَوْ إِلَى قَرِيبٍ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي، إِنْ لَمْ تَكُنْ غَضْبَانَ عَلَيَّ فَلَا أُبَالِي، غَيْرَ أَنَّ عَافِيَتَكَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ، وَصَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَكَ أَوْ تُحِلَّ عَلَيَّ سَخَطَكَ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ). "أورده الألباني في السلسلة الضعيفة"
ولنا في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسوةٌ حسنةٌ، فقد تعرض للظلم والأذى من أقرب الناس له، ولكنه كان يتصبّر على هذا الابتلاء بالدعاء، والالتجاء إلى الله -جل وعلا-، قال -تعالى-: (لقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيراً). "سورة الأحزاب: 21"
وتجدر الإشارة في هذا المقام إلى الحذر أيها السائل الكريم من أن تدعو بالسوء على من ظلمك، فبالرغم من الحزن الشديد والأذى الذي تعرّض له رسولنا الكريم -صلى اله عليه وسلم- كما ورد في الحديث إلا أنه توجه بهذا الدعاء العظيم لله -تعالى-.
والمؤمن يحرص على أن لا يتسبب بأذية من حوله فلعلها تكون ساعة استجابة، واعلم أن الله -تعالى- يُجازي بالصبر الأجر العظيم، قال -تعالى-: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ). " سورة الزمر: 10"