وعليكم السلام ورحمة الله، ليس من شرط الأحلام المزعجة أن تكون دلالةً على سحر أو حسد، بل قد تكون من الشيطان وقد تكون أحاديث النفس وتصويرها، ولعل في الأحاديث الآتية توضيح للمسألة.
جاء في الحديث عن أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَال: (الرُّؤْيَا ثَلاثٌ: فَبُشْرَى مِنَ اللَّهِ، وَحَدِيثُ النَّفْسِ، وَتَخْوِيفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا تُعْجِبُهُ فَلْيَقُصَّ إِنْ شَاءَ وَإِنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلا يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ وَلْيَقُمْ يُصَلِّي ) أخرجه ابن ماجه، والحديث صحيح.
وجاء في حديث عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (إِنَّ الرُّؤْيَا ثَلاثٌ: مِنْهَا أَهَاوِيلُ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ بِهَا ابْنَ آدَمَ) صحيح، رواه ابن ماجه، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- يخبرنا أن غالب الرؤى المزعجة أو المحزنة لابن آدم إنما هي من تخويف الشيطان.
والشطان بإحزانه لابن آدم يقصد أن يدخل الخوف على قلبه؛ فيكون ذلك أمكن له منه، لأنه متى دخل الخوف قلبك صرتِ تبحثين عن معالجتها بأي طريقة، وقد يقودك ذلك إلى ما هو ممنوع ومعصية فالخوف من أعوان الشيطان على الإنسان.
وقد جاء في الحديث عن جابر -رضي الله عنه- (أن أَعْرَابِيٍّاً جَاءَ إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- فَقَالَ له: إِنِّي حَلَمْتُ أَنَّ رَأْسِي قُطِعَ فَأَنَا أَتَّبِعُهُ، فَزَجَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: لا تُخْبِرْ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِكَ فِي الْمَنَامِ) أخرجه مسلم في صحيحه؛ فالنبي جعل مثل هذه الرؤيا من تلاعب الشيطان بالإنسان لأنها غير معقولة، وإنما هي نوع تخويف للإنسان فقط.
وقد دلنا النبي -عليه الصلاة والسلام- على ما نفعله إذا رأينا ما هو مخيف أو مزعج؛ فأمرنا بما يأتي:
- الاستعاذة بالله من شرالرؤيا ومن شر الشيطان الرجيم.
- التفل على شمالك ثلاث مرات.
- تحويل الجنب الذي تنامين عليه.
- أن تقومي وتصلي ركعتين.
- ألا تحدثي أحداً بهذه الرؤيا.
ومع كل ما سبق؛ فلا ينفي ذلك أن بعض الرؤى قد تدل أحياناً على وجود سحر عند صاحبها، فأنا أنصحك إذا حافظت على أذكار النوم وآدابه وأذكار الصباح والمساء، وتكررت معك -رغم ذلك- الرؤى المزعجة؛ فعليك بعرضها على من تثقين في دينه وعلمه؛ فقد يكون فيها دلالة وجود شيء.
والله تعالى أعلم.