حياك الله، بداية وجب التنبيه على أن تفسير الرؤى والأحلام من العلوم الظنية؛ التي لا يقطع بدلالاتها، ولا يجزم بتأويلاتها، ولا يُعلم حقيقتها أو زمن تحققها إلا الله -سبحانه-، كما يجوز البحث عن تفسيرها وتأويلها؛ للاسترشاد والاستئناس بها؛ ودليل ذلك ما كان من سؤال النبي -صلى الله عليه وسلم-، إذا لقي أصحابه في الغداة قال لهم: (مَن رَأى منكم رُؤْيا؟). [أخرجه الحاكم، صحيح]
ولكن يجب على المعبر أن يكون مطلعاً عالماً بما يفسر؛ ومما يدل على هذا قوله -صلى الله عليه وسلم-: (الرُّؤيا على رِجْلِ طائرٍ ما لم تُعبَرْ، فإذا عُبِرَتْ وقَعَتْ، قال: وأحسَبُهُ قال: ولا يقُصُّها إلَّا على وَادٍّ، أو ذي رأيٍ). [أخرجه أبو داود، صالح]
كما تكلم أهل التأويل بالآداب التي يجب على المعبر أو مفسر الرؤى التحلي بها؛ نذكر منها:
- أن يكون المعبر لبيباً عالماً؛ يفهم الإشارات والتفاصيل.
- أن يعبر الرؤيا على أحسن الوجوه.
- أن يتأنى في التعبير قبل أن يقصه على السائل.
- أن يكتم ما يقال له من الرؤى والمنامات؛ ولا يحدث بها إلا صاحب الشأن.