حياك الله السائل الكريم، عليكَ العلمُ بأنَّ الجماعَ يتحقق بمجردِ دخولِ الحشفةِ -أي رأس الذكر- داخل فرجِ المرأةِ، حتى لو لم يتمَّ إنزال المنيِ داخل الرحمِ، بل حتى لو لم يتمَّ إنزالُ المنيِ مطلقًا، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا جَلَسَ بيْنَ شُعَبِها الأرْبَعِ، ثُمَّ جَهَدَها فقَدْ وجَبَ الغَسْلُ)، "أخرجه البخاري" ووجه الدلالةِ أنَّ مجرد الإيلاجِ يُوجب الغسلِ، فيسمَّى الإيلاجُ بهذه الحالة جماعًا.
وبناءً على ذلك فاعلم أخي الكريم أنَّ ما قمتَ بفعلهِ من مجامعةِ امرأةٍ لا تحلُّ لكَ شرعًا، وليس بينك وبينها عقدٌ شرعيٌ، يعدُّ زنًا، حتى وإن لم يتمَّ إنزالُ المنيِ داخلَ رحمها، وإنَّ هذا الفعلُ محرّمٌ بإجماعِ أهلِ العلمِ، كما أنَّه يدخل في النهي الواردِ في قول الله -تعالى-: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا). "الإسراء:32"
وإنّ مجرد مسِّ المرأة الأجنبية بشهوةٍ، يعدُّ حرامًا، وقد وصفه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بزنا اليدِ، ودليل ذلك قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّهَ كَتَبَ علَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أدْرَكَ ذلكَ لا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ، والنَّفْسُ تَمَنَّى وتَشْتَهِي، والفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلكَ أوْ يُكَذِّبُهُ)، "أخرجه البخاري" وقد عدَّ أهل العلمِ هذا الزنا مجازيًا، إذ إنَّه قد يُعدّ ذريعةً للوصول إلى الزنا الحقيقي.
وفي الختام أخي الكريم أنصحكَ بالمبادرةِ إلى التوبةِ النصوحِ، وأن تُقلِعَ عن هذا الفعلِ الشنيعِ الذي يعدُّ من كبائر الذنوبِ، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أيُّ الذَّنْبِ عِنْدَ اللَّهِ أكْبَرُ؟ قالَ: أنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وهو خَلَقَكَ. قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ أنْ تَقْتُلَ ولَدَكَ خَشْيَةَ أنْ يَطْعَمَ معكَ، قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: أنْ تُزَانِيَ بحَلِيلَةِ جَارِكَ). "أخرجه البخاري"