حياك الله السائل الكريم، بدايةً إنّ استفادتك من عروض المحلات في اليوم المُسمَّى" الجمعة السوداء" مباح لا حرج عليك فيه، وذلك لعدّة أسباب نذكرها فيما يأتي:
- إذا كانت البضاعة مُباحة.
- أركان وشروط عقد البيع مُتوفِّرة في مثل هذه الحال.
- لا يوجد غِشٍّ أو تدليس أو ربا أو ظلم حتى يُقال بأن البيع والشراء ممنوع، بل إنّ التاجر قام بخصم معيَّن في ذلك اليوم.
أمَّا ما قد يُقال من أنَّ الشراء والاستفادة من العروض في مثل هذا اليوم تشجيعاً للتجار على تقليد الغرب أو للكفار، فنجيبه؛ أنَّ هذه العادة في أصلها عادة تجارية بيعيّة لاعلاقة لها بالدين أو بالعادات الاجتماعية، ومثل هذه العادات لا يُقال بُحرمة تقليدهم فيها وإن كان تركها أولى وأفضل ولا شكّ.
وأصل عادة "الجمعة السوداء"، يرجع إلى عام 1869م عندما حصل كساد اقتصادي كبير في أمريكا، فاضطر التُجار فيه إلى بيع بضاعتهم بخصمٍ كبير؛ حتى يخفضوا من خسارتهم، ووافق ذلك يوم الجمعة، ثمَّ استمروا على هذه العادة السنوية كعادةٍ وعُرفٍ اتفق عليه التجار والناس.
وقيل إنَّ تسميتها بالجمعة السوداء، أُطلق أوّل مّرة عام 1960 من قبل شرطة ولاية فيلادليفيا الأمريكية، وذلك لشدَّة الازدحام المروري الذي حصل نتيجة تدافع الناس للاستفادة من العروض، فكان وصفها بالسوداء؛ إشارة إلى الاختناقات المرورية والفوضى التي حصلت، وليس في ذلك دلالة على التشاؤم أو الذّم لذلك اليوم.
وإنَّ يوم الجمعة لا شكَّ أنَّه يومٌ مباركٌ، فهو أعظم أيام الأسبوع، وخير يوم طلعت فيه الشمس، وفيه ساعة الاستجابة، لذلك وصفه بالأسود لا يليق ولا يتَّفق مع هذه الخصائص والفضائل، فنحن كمسلمين نرفض وننكره تسميته بالأسود، وإن كان وصفاً لفوضى حصلت فيه.
لذلك قلنا إنّ تسميتها بالجمعة السوداء خاطئة، واستُبدلت هذه التسميَّة في بلادنا بالجمعة البيضاء، ولامانع من ممارسة النشاط التجاري في ذلك اليوم وعمل خصومات والاستفادة منها، وهي تستمر مدَّة أسبوع أو أكثر وليس يومٌ واحد، والله وليُّ التوفيق.