حياك الله السائل الكريم، يمكنك أن تهبهم لمن تحب هبة ودون مقابل، ما دام أن دافعك هو مجرد عدم قدرتك على الاعتناء بها، ولكن سأذكر لك أقوال العلماء في بيع القطط، وذلك فيما يأتي:
- منع بيع القطط وتحريمه
وهذا مذهب بعض الصحابة والسلف والظاهرية وإحدى الروايتين عن الإمام أحمد -رحمه الله-، ورجّح هذا القول ابن القيم والشوكاني وبعض المحققين من العلماء.
ودليلهم على التحريم حديث أبي الزبير قال: (سَأَلْتُ جَابِرًا، عن ثَمَنِ الكَلْبِ وَالسِّنَّوْرِ؟ قالَ: زَجَرَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن ذلكَ)، "أخرجه مسلم" والسّنّور هو القط، وقد أقرّ الإمام النووي -وهو من الشافعية القائلين بجواز بيع القطط- بصحّة هذا الحديث، وردّ كلام من ضعفه من العلماء.
- جواز بيع القطط وإباحته
وهذا هو المعتمد عند جمهور العلماء من أصحاب المذاهب الأربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وهؤلاء العلماء القائلين بالإباحة حجتهم على ذلك هو الاعتماد على أنّ الأصل في المعاملات الإباحة، حتى يأتي دليل على المنع، ولا دليل صحيح على المنع من وجهة نظرهم.
أمّا الحديث المذكور أعلاه في صحيح مسلم، فقالوا إنّه ضعيف لا يثبت عن رسول الله، و ضعّفوا سائر الأحاديث المروية بهذا الخصوص، وقالوا لو ثبت الحديث فإنّه يُحمَل على التنزّه والكراهة والأدب ولا يُحمَل على التحريم.
وأرى والله أعلم هو صحة الحديث المروي في صحيح مسلم في النهي عن بيع السِّنّور، خاصةً أنّ له شواهد عند أبي دواد وغيره، أما حمله على الكراهةىأو التنزه لا التحريم فهو خلاف ظاهر اللفظ، لذلك لا أقل من أن يقال بأن الأحوط هو عدم بيعها، وترك ذلك خروجاً من خلاف العلماء في ذلك مع صحة الحديث المروي في النهي.