- عن أبي هريرة- رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: (أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته)، أخرجه مسلم في صحيحه.
وقد جاءتْ بعض الأحاديث الصحيحة تتحدث عن الغيبة، والجزاء المترتب عليها، لكن لم يرد لفظ الغيبة صراحةً، بل دلّ عليه المعنى، نذكرها فيما يأتي:
- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لما عُرِجَ بي مررتُ بقومٍ لهم أظفارٌ من نُحاسٍ يخْمِشون وجوهَهم وصدورَهم , فقلتُ: من هؤلاء يا جبريلُ ؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحومِ الناسِ ، ويقعون في أعراضِهم)، أخرجه أبو داود في سننه عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، والحديث صحيح.
- عن أمّ المؤمنين، عائشة -رضي الله عنها- قالت: (قلتُ للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم- حسبُك من صفيةَ كذا وكذا، قال: غيرُ مُسَدِّدٍ تعني قصيرةً. فقال: لقد قلتِ كلِمَةً لو مُزِجت بماءِ البحرِ لمزجته، قالت: وحكيْتُ له إنسانًا، فقال: ما أُحِبُّ أني حَكيْتُ إنسانًا وأن لي كذا وكذا)، أخرجه أبو داود في سننه، والحديث صحيح.
مع التّذكير أنّ الغيبة جاء ذكرها في القرآن الكريم، قال -تعالى-: (وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ). "الحجرات:12".
ولا عجب من تلازم لفظ الغيبة والنميمة في عدة أحاديث، فالغيبة والنميمة أختان، الغيبة هي: ذكرأخاك المسلم بما يكره وهو غائب، والنميمة: نقل هذا الكلام بين الناس، والغيبة والنميمة من الكبائر، والنميمة ذنبها أعظم، لأنها تنشر البغضاء والمشاكل بين الناس.
نسأل الله العافية، وأن لا تقول ألسنتنا إلا الكلام الطيب، والخير الذي يرضي الله.