وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بارك الله فيكِ وزادكِ حرصاً واطلاعاً.
بدايةً لا بدّ من تصحيح ما ذكرتِ؛ حيث إنّ أبا جهلٍ ليس عمَّ الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فاسم أبو جهل الحقيقي هو عمرو بن هشام بن المغيرة من بني مخزوم، ولا قرابة بينه وبين النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-، ولكنه من قبلية قريش [١] ، وكُنيته أبو الحكم، ولكنّ النّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- كنّاه بأبي جهلٍ.
وأمّا سببُ تسميته بذلك، فهو من باب وَصْفِه بالجهل؛ لكونِه قد جهل عن الحقّ، وحاد عن طريق الصّواب الذي جاء به الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وقد نصّ على ذلك ابن القيم -رحمه الله- فقال: "وكذلك تكنيته لأبي الحكم بأبي جهل، كنيةٌ مطابقةٌ لوصفِه ومعناه، وهو أحقُّ الخَلق بهذه الكنية" [٢] . وقد مات ابو جهل مشركًا محاربًا للإسلام ومصير أبي جهل يوم القيامة كمصير المشركين.