حياك الله السائل الكريم، بدايةً إنّ الدَّولة الفاطميَّة لها تاريخٌ ممتدٌّ زمنيَّاً ومكانيَّاً في التاريخ الإسلامي، ولها أثرٌ كبيرٌ في التَّاريخ، فغالباً عندما يذكر المؤرخون بدايات قيام دولةٍ ما، فإنَّهم يذكرون أسباب قيامها وما تبعها من أحداثٍ، كما يذكرون أساليب المؤسسين في سعيهم لتأسيس دولتهم، فيتعرَّضون للأمر الباعث لهم على تأسيس دولتهم.
سواءً كان الباعث دينيَّاً، أواعتقاديَّاً، أو طمعاً في ملكٍ، أو انتقاماً من أحد أو غيرها من الأسباب، ومن ذلك الدَّولة الفاطميَّة، فعندما يصف أحدهم تاريخ دولةٍ بالأسود فهو يقصد الأمور، والأحداث، والمعتقدات السَّيئة التي واكبت نشوء الدَّولة، أو فعلتها الدَّولة، أو في حصلت نهاياتها، فيذكر المؤرخون عن الدولة الفاطمية أموراً كثيرةً لم يرتضيها المؤرخون منهم، نذكرها فيما يأتي:
- نشرهم لمذهبهم الشيعي، وادعائهم أن للقرآن الكريم ظاهراً وباطناً، وإعلانهم شتم الصَّحابة -رضوان الله عليهم- على المنابر وكتابتهم ذلك في الأسواق.
- قال الذَّهبي: "وقد أجمع علماء المغرب على محاربة آل عبيد لما شهروه من الكفر الصراح الذي لا حيلة فيه".
- ادعاء مؤسِّسهم أنَّه المهدي.
- إثارة القلاقل والفتن في البلاد، فأكثروا من القتل وسبى الحريم، وقال الذهبي-: "قال القاضي عياض: أجمع العلماء بالقيروان أن حال بني عبيد حال الزنادقة والمرتدين".
- ادعاء - أحد أمرائهم وهو الحاكم بأمر الله الفاطمي الألوهية، وقام بوضع تشريعات من عنده ومنها؛ تحريمه أكل السَّمك الذي له قشور "فلوس"، وتحرم بيع الرطب ومنع بيع العنب.
- كذلك عادة معظم أمرائهم أنَّهم يسعون في تخويف العلماء وترويعهم وقتلهم وتهديدهم، ومنع العلماء من تدريس السُّنَّة والقضاء والفتيا بالمذاهب السُّنيَّة.
وقد ذكر علماء التاريخ بعض من انجازتهم، نذكر منها ما يأتي:
- إقدام بعضهم على محاربة النَّصارى.
- بناء مدنٍ عظيمةٍ، ومكتباتٍ، ودور صناعة، وتشجيعهم للعلوم.
- عمل خيمةٍ للكعبة من حريرٍ مزخرفةٍ.
- بناء القصور العجيبة، وكانت قصور بعض وزراءهم عبارةً عن دار علوم ومكتبات.