حيّاك المولى، إنّ الرجل المذكور في الآية الكريمة هو ما أطلق عليه المفسرون "صالح آل ياسين"؛ كما نقل جمٌع منهم عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنّ هذا الرجل يُدعى حبيب بن مُرّيّ المعروف بحبيب النّجار، وهذا الرجل قد كان مؤمناً من أهل القرية التي بعث الله -تعالى- لهم ثلاثة من الرسل؛ فكذبوهم جميعاً واتفقوا على قتلهم؛ فلمّا وصل الخبر إلى هذا الرجل الصالح جاءهم من أقصى المدينة يذكرهم ويرشدهم.
حيث قال -تعالى- على لسانه: (يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ* اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ)؛ [يس: 20-21] وقد ظلّ يُحاور أصحاب القرية، ويُقيم الحجة عليهم حتى أعلن لهم إسلامه؛ فما كان منهم إلا أن قتلوه، فأكرمه المولى -سبحانه- بدخول الجنّة، حيث تمنى لو علم قومه بما نال من الجزاء والإكرام؛ قال -تعالى-: (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ* بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ). [يس: 26- 27]