حياك الله السائل الكريم، بدايةً سأذكر لك الحديث، عن عمار بن ياسر-رضي الله عنه-، أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ثلاثةٌ لا تَقْرَبُهُمُ الملائِكةُ: جِيفةُ الكافِرِ، والْمُتضَمِّخُ بالخَلُوقِ، والجُنُبُ إلَّا أنْ يَتوضَّأَ). "أخرجه أبو داوود، حسن"
أمّا عن صحة الحديث فقد روي في أكثر من مكان، نذكرها فيما يأتي:
- أخرجه أبو داود في السنن حديث رقم: (4180)، وقد سكت عنه، وقد قال في رسالته لأهل مكة: " كل ما سكت عنه فهو صالح".
- روى ابن رجب في فتح الباري الجزء (1) الصفحة 360، فيما روى عن عمار بن ياسر -رضي الله عنه- قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- :(ثلاثةٌ لا تقرَبهُم الملائكةُ بخيرٍ: جيفةُ الكافرِ، والمتضمِّخُ بالخَلوقِ، والجنُبُ، إلَّا أن يبدوَ له أن يأكلَ أو ينامَ توضَّأَ وضوءَهُ للصَّلاةِ)، وقال في الحكم على الحديث: "فيه يحيى بن يعمر، والحسن لم يسمع من عمار"، وهذا يعني أن الحديث منقطع.
- أخرجه الديلمي في الفردوس، حديث رقم (2515).
- أخرجه البيهقي، حديث رقم (9241) باختلاف يسير.
وسأذكر لكم شرح الحديث فيما يأتي:
- جيفة الكافر
المقصود بها؛ جثته، أيّ إنّ الملائكة لا يقربون جثة من مات على الكفر، وهذا مخصوصٌ بملائكةِ الرحمة، وليس ملائكة الموت ولا الملائكة المسؤولين عن الحساب والسؤال.
- المتضمّخ بالخلوق
المتضمخ يعني المتلطخ؛ وهي من صيغ المبالغة التي تدل على الكثرة، والخلوق؛ هو العطر من الزعفران وغيره، والمقصود أنّ الملائكة لا تقرب من يبُالغ في التطيُب؛ لأن فيه تشبُه بالنساء وحياد عن سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
- الجُنُب
المقصود هنا؛ الذي يبقى أغلب وقته جنباً، وتفوته الصلوات دون أن يراعي حقّ الله؛ لأنّ في ذلك دلالة على نقصٍ في إيمانه، ولأنّ الجنابة نجاسة تُنافي طهارة المؤمن.