حياك الله أيها الزائر الكريم، وأشكر لك اهتمامك بالتعلم والزيادة من ثقافتك اللغوية، أما بالنسبة لكلمة شتّان فإنها لم تذكر في القرآن الكريم ولا في أي موضع من مواضعه، وبالرجوع إلى اللغة العربية فقد وردت كلمة شتان بمعنى الفرق بينهما كبير، أو بُعد وعظُم الفرق بينهما.
وذلك كالقول: شتان بين الواقع والخيال، وشتان بين الصدق والكذب، ويقال شتان ما هما، وشتان بينهما، وتفيد المبالغة في الافتراق والاختلاف، وأصلها من شت من التشتت، وهو التفرق والتباعد، وتعني أن الفرق بين هذا الشيء وذاك كبير وعظيم وشاسع، والبعد المفرط بين شيئين، وهي اسم فعل ماضي يفيد المبالغة والإيجاز.
وعندما نقول شتان ما بين النور والظلام، فمعناه أن النور هو الحق، والخروج من طريق الضلال والعودة إلى الله، والعمل بدين الإسلام، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- أي الالتزام والهداية والعودة، وعدم الخضوع والذل لغير الله، واللجوء إليه، والبعد عن كل ما يثير الشبهات والشكوك، ويدعو إلى الفتن، والالتزام بالطاعات والبعد عن المنكرات.
ومعناه أن الظلام هو الباطل، واتباع الشهوات، وفعل المعاصي، والبعد عن أوامر الله -عز وجل-، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وعدم الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإشاعة الفتن بين الناس، وعدم شهادة الحق، وكل هذه المعاصي التي هي ظلام وبعد عن الله -عز وجل-، تجعل القلب في عتمة، والعقل مشوش.
ومن المثال السابق شتان بين النور والظلام، نرى الفرق الشاسع والبعد بينهما، فكل واحد منهما في طريق مختلف عن الآخر، وهذا ما أردت أن أوصله من خلال ما سبق، أي الفرق والمبالغة في البعد يظهر بشكل كبير، شتان بين هذا وذاك، أي مقدار الفرق بينهما واضح، ولا يمكن أن تكون صلة لأحدهما بالآخر، فكل منهما يعود إلى أصل مختلف، لا علاقة له بالآخر أبداً.
ولعلك تقصد كلمة شتى وقد اختلط عليك الأمر فهي التي وردت في القرآن الكريم، يقول تعالى: (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) "سورة الليل: 4"، ومعناها أن عملكم وسعيكم مختلف، فمنكم من يعمل للجنة ومنكم من يعمل للنار، وقد تكون قريبة من معنى كلمة شتان نوعاً ما.