حيّاك الله، لم يُذكر اسم مرض سيدنا أيوب -عليه السلام-، وكل ما نعلمه عن هذا الابتلاء أنّه كان في جسده وماله، وقد نقل ابن كثير أنّ هذا المرض هو الجذام، وقيل إنّ المرض كان في سائر جسده ولم يسلم إلا قلبه.
وقد هجره الناس، وطالت مدة مرضه، قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ أيُّوبَ نَبيَّ اللهِ لبِثَ به بَلاؤُه خَمسَ عَشْرةَ سَنةً، فرفَضَه القَريبُ والبَعيدُ إلَّا رجُلَينِ من إخْوانِه كانَا من أخَصِّ إخْوانِه، قد كانَا يَغْدوانِ إليه ويَروحانِ). "أخرجه الحاكم، صحيح على شرط الشيخين"
وقد صبر -عليه السلام- على هذا البلاء طيلة هذه المدة، ولقد دعا الله أن يكشف ما به فقال: (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)، "سورة الأنبياء: 83" فاستجاب الله وكشف ما به من بلاء وشافاه.
بأن فجّر له نبعاً من الأرض وأمره أن يغتسل منها، وعيناً أخرى ليشرب منها، قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ). "سورة ص: 41-42"