أخي الكريم، في هذا الأمر قد تسمع عبارة (الغناء رقية الزنا)، وهي عبارة تشير إلى تأثير الغناء على حياة المسلم، وبدايةً أسأل الله -تعالى- لك الخير، وأتمنى لك المداومة على المحافظة على الصلاة، وأما سؤالك فهو مثير للاهتمام، وأما الجواب على السؤال فهو ما يأتي:
أما عن السؤال فاعلم أن هناك من يعاني من إدمان الأغاني ويريد طريقة للتخلص من إدمان الأغاني، وفي هذا فإن الأغاني يمكن تقسيمها من حيث الحلال والحرام إلى قسمين:
الأغاني المباحة: ويُشترط حتى تكون الأغاني مباحة بعض الشروط [١] ، نذكر بعضها:
- أن لا تكون مصاحبة للموسيقى والمعازف.
- أن تكون الكلمات من الكلام المباح، والذي يخلو من الفحش، والهجاء، والفخر المبالغ فيه، وغير ذلك من أغراض الشعر غير المباح؛ لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (الشِّعْرُ بِمَنْزِلَةِ الْكَلَامِ حَسَنُهُ كَحَسَنِ الْكَلَامِ وَقَبِيحُهُ كَقَبِيحِ الْكَلَامِ). رواه البخاري في الأدب المفرد، وهو صحيح
- أن لا يكون مصاحباً للمغنيات المتبرجات، أو الرقص المحرم المصاحب لكشف العورات.
الأغاني المحرمة: وتكون الأغاني محرمة إذا اشتملت على ما يأتي:
- المعازف والموسيقى، فحكم سماع هذه الأغاني محرم تحريماً قطعياً [٢] ، وقد نقل بعض العلماء الإجماع على ذلك، ولا يحل سماع هذه الأغاني، والأدلة على ذلك كثيرة، أشهرها قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ، يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالحَرِيرَ، وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ، يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ، يَأْتِيهِمْ - يَعْنِي الفَقِيرَ - لِحَاجَةٍ فَيَقُولُونَ: ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا، فَيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ، وَيَضَعُ العَلَمَ، وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ). رواه البخاري في الصحيح
وهذا التحريم عام، سواء كان ذلك في وقت فراغ، أو في وقت العمل؛ لعموم النهي في تحريم هذه الأغاني، ولم يرد نص من كتاب الله ولا سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- يخصّص هذا العموم.
- إذا كان كلام الأغاني فاحشاً، وفيه وصف مكشوف، أو هجو أو سب أو شتم، أو غيره من الكلام المحرم.
- إذا كان الغناء يشتمل على الرقص المصاحب للنساء، وفيه كشف للعورات.
فينبغي على المسلم أن يلتزم بتطبيق شرع الله على نفسه دون التجرؤ على حرمات الله -تعالى-.
والله تعالى أعلم