وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياك الله السائل الكريم، لابد من الإشارة إلى أن حكم الإقلاب سمّي بذلك لأنّه يتم فيه قلب النون الساكنة أو التنوين ميماً، وحروف حكم الإقلاب حرفٌ واحدٌ، وهو حرف الباء.
وتعريف حكم القلب لغةً؛ التحويل، أمّا اصطلاحاً؛ هو إبدال النون الساكنة أو التنوين ميماً مخفاةً مع الغنة إذا جاء بعدها حرف الباء؛ فإذا جاء بعد النون الساكنة في كلمةٍ أو في كلمتين أو بعد التنوين حرف الباء؛ وجب تطبيق حكم القلب، ويكون ذلك بأمرين هما:
- إبدال النون الساكنة أو التنوين ميماً.
- إخفاء هذه الميم مع إظهار الغنة بمقدار حركتين، ويكون إخفاء الميم بتقليل الإعتماد على مخرجها، وهو الشفتان.
وعلة حكم القلب؛ هي أنه لم يحسن الإظهار بسبب العسر والكلفة في النطق بالنون الساكنة مظهرةً ثم نطق الباء، ولم يحسن الإدغام لبُعد المخرجين، فكان الإخفاء هوالأنسب، ولكي يتم التوصل إليه، يتم قلب النون الساكنة والتنوين ميماً لمشاركتها الباء في المخرج والنون في الغنة.
وتوجد علامةٌ مميزةٌ في المصحف لحكم القلب، إن كان عند النون الساكنة أو عند التنوين، فتكون علامة القلب عند النون الساكنة بوضع ميمٍ صغيرةٍ بدلاً عن السكون فوق حرف النون، وعند التنوين تكون علامة القلب أيضاً بإبدال إحدى علامتي التنوين ميماً صغيرةً.
ويُضبط حكم القلب مشافهةً من معلمي القرآن، أو المتقنين لقراءة القرآن الكريم وتلاوته، ومن الأمثلة على حكم القلب ما يأتي:
- (أَن بُورِكَ). "سورة النمل: 8"
- (كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ). "سورة الهمزة: 4"
- (وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ). "سورة آل عمران: 119"
- (وَاللَّـهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ). "سورة آل عمران: 15"
- (وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَـٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ). "سورة البقرة: 154"