من خلال مراجعتي لدرس عمل المصدر؛ يكون إعمال المصدر في حالات قليلة، ولا يجوز إعماله فيما عداها، إذ يُمكن حصر الحالات التي لا يعمل بها المصدر فيما يأتي:
- المصادر التي لا يُراد بها الحدوث
مثل: يمتاز الشعب الأردني باتساع الثقافة.
- المصادر المؤكدة لا تعمل
مثل: أَكرمت إكراماً المحتاج، فالمحتاج مفعول للفعل "أَكرم"، وليس للمصدر "إكرام".
- المصادر المُبنية للعدد أو النوع
مثل: "زُرتُ زيارتين أباك، فإذا له صوتٌ صوتَ أسد"، فـ "أَباك" نُصب بالفعل "زرت" لا بالمصدر المبين للعدد، و"صوتَ" لم تُنصب بالمصدر السابق "صوتٌ"، ولكن بفعل محذوف تقديره "يُصوت".
- المصادر المصغرة
لا يصح أن يُقال: "سرني فُتيْحك النافذة لي"؛ لأنّ المصادر المصغرة مثل: "فُتيحك" لا تعمل.
تعمل المصادر بشروط وهي كالآتي:
- صحة حلول فعلها محلها مسبوقًا بأن المصدرية
مثل: أعجبني ضربك خالدًا، فيصح أن يحل مكانها: أعجبني أن ضربت خالدًا.
- ألا تكون مصغرًا
فلا يجوز أن يُقال: أعجبني ضُريبك خالدًا.
- ألا تكون مضمرًا
فلا يُقال: "احترامي خالدًا ضروري، وهو لأخيه عمرًا غير ضروري"، بقصد ألا يكون الضمير "هو" مصدرًا عاملًا النصب في "عمرًا".
- ألا تكون محدودةً بتاء مربوطة
فلا يُقال: أعجبتني ضربتك خالدًا، فأصل "ضربتك" ضربة منتهية بتاء مربوطة.
- ألا تكون موصوفة قبل العمل
فلا يُقال: أعجبني ضربك القوي خالدًا.
- ألا تكون مفصولة عن معمولها بشيء
يقول تعالى: "إنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ* يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ" فلا يُقال بأنّ "يوم تبلى" معمول للمصدر "رجعه".
- ألا تتأخر عن معمولها
فلا يُقال: أعجبني خالدًا ضربك.
- ألا تكون محذوفة
فلا يُقال: مالك وخالدًا، ويُقدر مصدر محذوف تقديره "ملابستك" خالدًا.
جدير بالذكر أنّ هناك بعض الأحكام التي تخص المصدر وعمله، نذكر منها الآتي:
- لا يجوز أن يتقدم مفعول المصدر عليه
لكن يُمكن تقدمه إذا كان المصدر نائبًا عن فعله، مثل: "المجرمَ حبساً"، أَو في حال كان المعمول شبه جملة، مثل: "تتجنب بالدار المرور".
- إِذا أُريد إِعمال المصدر فيجب تأخير نعته
مثل: "تُفيدك قراءَتُك الدرس الكثير"، ولا يجوز أن يُقال: "تُفيدك قراءَتك الكثير الدرسَ".
- يجوز في تابع المعمول المضاف إِليه المصدر أن يجر
مثل: "سُررت بزيارة أَخيك وأَبيه" ويُمكن القول "أبوه" وذلك مراعاةً للفظ.
نُلاحظ ختامًا أنّ المصدر يعمل عمل فعله فيرفع فاعلاً إن كان من فعل لازم فقط، مثل: سرّني صدقُ محمدٍ، ويرفع فاعلًا وينصب مفعولاً به إن كان من فعل متعدٍّ، مثل: إطعامُك الفقيرَ كسرةَ خبز صدقة.