أهلًا صديقي، معك حق، فالسعادة أساسية في حياتنا، كما أنّ أسبابها ومصادرها كثيرة، ولا يمكن أن تتحقّقَ إلّا إذا بحث عنها الإنسان بنفسه، فلا يمكن أن يجلب أحدهم السعادة إلى حياة الآخر، ودعني أخبرك فيما يأتي بعض أسبابها:
الرضا
يُعتبر الرضا بما قسمه الله للإنسان أول خطوة على الطريق الصحيح للسعادة، فعندما ينظر كل إنسان إلى نعم الله تعالى عليه، ويقنع أنّه من أسعد الناس؛ لأنّه يتمتع بصحةٍ جيدة، ويتواجد مع عائلته، وعنده قوت يومه، ويشعر بأمانٍ في منزله، فإنّ هذا يكفيه ليطمئن قلبه، ويرتاح باله ويشعر بسعادة داخلية تملأ قلبه.
يشعر كذلك الإنسان بقمة السعادة عندما ينظر إلى ما هو موجودٌ عنده بينما يفتقده غيره، وفي المقابل قد يشعر بالتعاسة عندما ينظر إلى ما ينقصه وهو موجود عند غيره، لذا يُعتبر الرضا من أهم ما يُحقق الطمأنية، وراحة البال والسعادة.
العطاء
يظن الكثير من الناس أنّ السعادة هي الحصول على الأشياء وامتلاكها؛ وذلك لأنّهم لم يجربوا لذّة العطاء والبذل في سبيل إسعاد الآخرين، إنّ عطاء الآخرين ورؤية السعادة تتلألأ في أعينهم لهي قمة السعادة الحقيقية التي يشعر بها الإنسان، وتجعله في شوق إلى المزيد من العطاءات ليشعر بسعادة أكبر، إضافًة إلى أنّها تنّمي في قلبه مشاعر الحب لنفسه وللآخرين، وهذا يؤدي دورًا مهمًا في خلق السعادة.
الإنجازات الناجحة
يُمكن للإنسان أن يخلق سعادة في حياته عندما يتقن عمله وينجز مهامه، ويُحقّق خطوات مهمة في حياته؛ كأن يفتتح مشروعًا، أو يبدأ بمبادرة اجتماعية، ويسير فيها حتى نهايتها، ويتوصل إلى تحقيق الأهداف التي رسمها منذ بداية طريقه في هذا المشروع أو تلك المبادرة، ويرتبط ذلك أيضًا بأنّ جسم الإنسان يُفرز هرمون الدوبامين عند الشعور بالسعادة وتحقيق النجاح، كما يحفزه لتحقيق إنجازات جديدة ناجحة.